الأديبة الجزائرية نسيمة بن سودة تكتب : الصفحة الأولى
الجارديان المصريةبحكم الصفحة الأولى لأية جريدة ، فإن البنط العريض هو سيّد العناوين و ملكُ الورق ، هذا الحجم الذي اختُرع ليختزل كمّا هائلا من التعاسة التي تنزلق إلى الأذهان عبر زلاجات صامتة ، تصنع من الحزن أكفانا لموتى الغرق و القتل و الفرح ، و تجعل من الهروب مهمادا لأية ابتسامة ترجو الإستقرار في فيء وطن أو في سطر هارب من هنا أو عبر خبر لاجئ من هناك ، يبحث عن منجى فيك أو فيّ ..
لن أحاول الوقوف طويلا عند الصفحة الأولى فالكلام لم يعد الوريث الوحيد الذي يعترف بأحقيتنا معه في تركة اللغة ...فأصوات الخطوات و هي تتسارع إلى حتفها اليومي المضمّخ بروتين الإدارات الموؤودة في الفشل الذريع، هي أيضا غابات أخرى تتكاثر فيها الآلام و تنهك فيها الآمال ...و لن تختلف كثيرا عن الصفحة الأولى لجريدة ...ما...
قصيرة جدا هي لحظات الدفء ،رغم صيفها الهاطل بالأخبار و الثورات و البلاغة العرجاء ، تستنجد بعود ثقاب في ولادته الأولى ، شره لبلوغ الليل ذروة الحيرة كلما حمله برود العزف إلى شتات تائه في عرضٍ بهلواني لاحتمالات منطقية في بناء روحيّ مشتهى ، الكل يستدرج الحنين إلى ناي مُتخم بالمصادفة الجميلة ، و هي تجمع الخسارات في عرس القلم...و الكلّ يرقص على شواظّ الكلمات و يتزيّن بعسجدات من ألم و من أمل .....
.......ربما هؤلاء يكتبون يوما ما صفحة أولى بالحلم الأنيق ... لواقع أنيق..
نسيمة بن سودة