الخميس 28 مارس 2024 11:04 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحقيقات

العمالة السورية فى مصر قصة نجاح

الجارديان المصرية

* يقولون الالتزام والجدية سبب النجاح * الرزق يحب الخفية
"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، صدق الله العظيم دائما وأبدا مصر ملاذ لكل لاجئى اليها تحتضنه وتفتح له ذراعيها وتوفر له العيش الآمن ، واثناء الحرب السورية التى بدأ منذ نحو 6 سنوات وهجرة الملايين من السوريون الى كافة بقاع الأرض .
استقبلت مصر أكثر من 700 ألف سوري خلال 5 سنوات هربوا من جحيم الحرب الدائرة في سوريا، فكوّنوا رقمًا جديدًا في معادلة النمو الاقتصادي هكذا مثّل اللاجئون السوريون قوة دفع للاقتصاد المصري بخلاف عبء تقليدي يُخلفه اللاجئون في أي أرضٍ يطؤونها
مؤشرات الاقتصاد المصري والرصد ميداني، كشفا عن دور العمالة السورية في تحريك عجلة الإنتاج بمصر، إذ ابتكروا مشروعات صغيرة ومتوسطة، فضلا عن حرف لم يعهدها السوق المصري، فاصبح الإنتاج الذي يدر عائدا يكفي الحياة الخاصة ويفوق إلى الاستثمار، عاملا مشتركا لدى الجاليات السورية في مصر
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صفحات لمهن سورية في قلب العاصمة القاهرة ومحافظاتها ، بينها مجموعة من النساء اللاتي يفكرن في مشروعات منزلية، تتمثل في صناعة وإعداد وجبات الأكل المنزلية وإيصالها إلى العملاء في أي مكان يريدون، وهي الفكرة التي حازت على إعجاب العديد، وكان لمذاق الطعام المنزلي غير المعبأ من المطاعم زبائنه الكثر.
المطاعم السورية
وفضلاً عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة والمنزلية، فقد انتشرت المطاعم السورية في القاهرة بشكل لافت، ويقبل المصريون على المطاعم السورية بصورة لافتة ، لتنافس أكبر المطاعم المصرية والعالمية التي تزدحم بها القاهرة الكبرى
وما بين من يثني عليهم ومن يعتبرهم عمالة زائدة، تبقى تجربة تدوير رأس المال السوري في مصر ونجاح المهاجرين السوريين في حجز موضع لهم، وسط اقتصاد يعاني الكثير من الاضطربات، تستحق الوقوف أمامها بالبحث والتقييم
=أبو عمار السوري، أشهر مطاعم الوجبات السريعة في مصر، استطاع حجز مقعد وسط المطاعم الكبرى بالقاهرة، قال فى تصريحات لجريدة الحرية إن كثيرا من السوريين استطاعوا الخروج بأموالهم من سوريا ونجحوا في استثمارها بمشاريع كثيرة، من بينها مطاعم ومحلات ملابس ومحلات عطارة.
=وأضاف أبو حسن من محلات ابو عمار السورى أنه اختار القاهرة لتنفيذ مشروعه بسبب الروابط التاريخية بين البلدين، قائلا بأنه استطاع أن يحجز مكانة بين سلسلة المطاعم الشهيرة في مصر، بفضل الإصرار على تقديم أفضل الخدمات.
=وتنقلنا بين الزبائن المصريين الذى اشادوا بالمأكولات الشهية الشامية التى بها خلطة سحرية تجعل الذى يأكل منها يعود لها مرة ومرات ، كما وأن المقابلة والابتسامة الهادئة وطريقة التعامل تجذب المصريين على الاحتشاد أمام محلات المأكولات السورية .
= وفى أحد مطاعم " أهل الشام" ، توجهنا للقائمين بالعمل داخل المحل حيث قالوا : لدينا إرادة قوية و عزيمة من حديد و تحدي لكل الظروف المحيطة و الرغبة في النجاح المستمر و نتميز بالمعاملة الجيدة لكل الزبائن ، و الناس دائماً تبحث عن الجديد وان سبب نجاحنا هو إختلاف الذوق و طريقة خدمتنا المختلفة و المميزة .
= صاحب مطعم سورى لصاحبه أبوطارق السورى : مطعم الشاميات هو أحد عشرات المطاعم السورية التى تصطف بجوار بعضها فى 6 أكتوبر،. العمالة الموجودة بالمطعم كلها سورية، يقول صاحب المطعم إنه اختار 6 أكتوبر لأنها منطقة عامرة بالسكان، ويرتاح السوريون فيها، حين قدم من سوريا منذ حوالى 5 سنوات ، لم يحط الرحال على مكتب سياحى، بل وجهه بعض الأصدقاء السوريين المنتشرين فى أكتوبر، وبعض الأموال التى هرب بها من الحرب السورية ، قام من خلالها بفتح المطعم. لا يجد «أبوطارق» غرابة فى أن كل العاملين بالمطعم ينتمون لسوريا، ويعتبر ذلك طبيعيا للغاية، ولا يمكن أن يكون السوريون أخذوا مكان المصريين، وقد اشتريت المكان من شخص مصرى بمحض إرادته، ويؤكد أن 90% من السوريين باتوا يعملون فى محلات سورية لا يجب أن يتهم بأنه مغتصبا لعمالة مصرية أو حقوق عمال. ويقول «دخلنا على بلد شقيقة ، ولابد أن نثبت وجودنا» وهو ماحدث ونجد قبولا كبيرا من المصريين على محلاتنا .
=وهناك محلات العطارة السورية التي انتشرت أخيرا في حي السادس من أكتوبر بالجيزة ، أرجع إبراهيم السوري صاحب المحل ذلك إلى الثقافة المشتركة والجذور الاجتماعية المتبادلة بين الشعبين السوري والمصري، فضلاً عن تفانيه في تقديم أجود المنتجات بأسعار تناسب الجميع، معتبرا أن الربح القليل بزيادة المبيعات أفضل من الربح المرتفع بقلة المبيعات.
صناعة الملابس
السوريين يعملون في الصناعة والتجارة والمهن الحرة والخدمات، فضلاً عن رجال الأعمال السوريين الذين يُقدّرون بحوالي 30 ألفا، معتبرين أن الصناعات النسيجية وصناعة الملابس بأنواعها من أهم الصناعات التي أقامها السوريون بمصر.
السوريين حققوا نجاحهم كونهم عملوا في المساحة الضعيفة من الاقتصاد والصناعة المصرية، وهي حقل الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من مشاكل في الإدارة والخبرة والعمالة الفنية وهجرة المصريين منها ، وبالأخص صناعة الملابس، وهي المعوقات التي تجاوزها الصناعيون السوريون من خلال الإدارة الجيدة، وخبرتهم وكفاءتهم في الإنتاج والتسويق.
السوريين شكلوا علامة فارقة في الاقتصاد، مصانع الملابس السورية تضخ في السوق المصري شهريا ما لا يقل عن 10 ملايين قطعة، تسهم في تلبية حاجة السوق المحلي وتوفير السيولة الأجنبية التي كانت مصر تنفقها سابقا على استيراد مثل هذه الكميات من الخارج.

 

ثاحجعي