الجمعة 29 مارس 2024 03:26 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عبدالنبي عبدالستار يكتب : نزار قبانى ابى الروحى

الجارديان المصرية

أقر واعترف وانا بكامل قواى العقلية، اننى ولدت صحفياً وشاعرا إنسانيا من رحم كلمات صديقى وتوامى الشاعر الكبير نزار قبانى ،ولن اصفه بالراحل لأنه لم يرحل عنى، ولم يغادرنى ومازال يسكننى. 
حروف نزار وكلماته كانت ومازالت نور ونار دانا من بدء تكوينى انا الزاهدين فى محراب كلمات نزار. 
اختلط قاموسى اللغوى بقاموسه وامتزجت مفرداتى بمفرداته منذ نعومة اظافرى، تعلمت منه كيف أعيش متفردا 24ساعة يوميا. ...كيف اهيم عشقا بالبشر والشجر والمطر والحجر، كيف انصهر من لهيب اشواقى للوطن. 
التقيت صديقى نزار مرتين، مرة فى دمشق فى بداية مشوارى داخل بلاط صاحبة الجلالة ومرة فى القاهرة، والمثير للدهشة انه بعد دقائق من اللقاء وصفنى باننى اشبهه روحا، فقد فوجيء نزار باننى أحفظ دواوينه وقصائده وكلماته وحروفه عن ظهر قلب ...حتى عندما ألقيت عليه أحدى قصائدى، قال تأثرت بى يافتى لدرجة اننى ظننت أن كلماتك هى كلماتى، انك تشبهننى روحا وصوتا وعشقا. 
فقد ألقيت عليه قصيدة بعنوان  (صراخ انثى)...
خلقت أنثى بأمر ربى 
لكنى مثلك إنسانة 
فلماذا تحدق فى جسدى 
تسمعنى آهات رنانة؟ 
وتلف ذراعك على خصرى 
فاحس اللمس بركانة 
فلماذا لاتسمع لى فكرى
ايظل الفكر فى زنزانة 
لاتبغى منى سوى عصرى 
اتظن انى حيوانة  ؟
لم اخلق ابدا مهانة 
فأنا مثلك إنسانة 
إنسانة. ..
لهذا فأنا توأم نزار فى الحب والعشق والصدق،حتى لو اتهمونى بالزندقة والكفروالجنون ولدت نزاريا وساموت نزاريا مهما حدث، حتى لو لم يستوعبنى نفايات البشر. 
وحسبنا الله ونعم الوكيل