الخميس 25 أبريل 2024 03:15 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات تحت الحزام

عبدالنبي عبدالستار يكتب : حبيبتى شبه الشاويش عطية !!

الجارديان المصرية

نعم... ملامح حبيبتي في الوقت الراهن تشبه ملامح الفنان القدير الراحل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية، ملامح ملخبطة، ولا تتسم بأى قدر من الوسامة، ومع ذلك أعشقها.
بلدى الآن شبه الشاويش عطية شكلها ملخبط ولكن دمها خفيف، لا يمكننى أن أكرها بسبب واقعها المؤلم، وشكلها الفوضوى، لأننى أهيم بها عشقا. 
بالطبع لا أحد فى هذا الكون لا يبحث عن الجمال إلا إذا كان القبح يسكنه، ولكنى مضطر لقبول ملامح وطن لم يكن قبيحا فى يوم من الأيام، بكل هذا القبح، لم يكن فوضويا هكذا قبل لعنة 25 يناير التى حلت عليه بفعل عوامل كثيرة جدًا لم تعد هى مربط الفرس لدي.
فهناك شبه إجماع لدى المصريين بمختلف طبقاتهم الإجتماعية، واتجاهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية وميولهم الكروية ومستوباتهم الثقافية أن لعنة 25يناير أفرزت أسوأ ما فينا، أصبح القبح عنوانًا شبه موحدًا لدى معظم الوجوه، المصريون يستخدمون قاموسا لغويًا سيئا، ومفردات لم نعتادها من قبل، غابت الإبتسامة من على الوجوه، اختفى بريق العيون، تراجعت مساحات الحب فى القلوب، سيطرت الأنا وهيمنت النرجسية. 

بلدى الآن تشبه الشاويش عطية، فى ملامحها، ولكنى اعشقها بل قبح ملامحها وأرى جوهرها، وأحاول أن أرى منها أجمل مافيها، ابحث عن خفة دمها التى لم تتلاشى رغم كل هذه الفوضى التى تحاصرنا ليلا ونهارا فى كل شبر من أرضها. 
لعنة 25 يناير شوهت الوجه ولكن الروح مازالت تقاوم التشويه، مصر الآن توام الشاويش عطية رحمة الله عليه. 


                                وحسبنا الله ونعم الوكبل.