الخميس 25 أبريل 2024 07:30 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات تحت الحزام

اللى بحبها خلقتها ملخبطة لكن دمها خفيف

الجارديان المصرية


نعم. ..ملامح حبيبتى فى الوقت الراهن تشبه ملامح الفنان القدير الراحل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية، ملامح ملخبطة، ولا تتسم بأى قدر من الوسامة، ومع ذلك اعشقها، 
بلدى الآن شبه الشاويش عطية شكلها ملخبط ولكن دمها خفيف، لا يمكننى أن اكرها بسبب واقعها المؤلم، وشكلها الفوضوى، لأننى اهيم بها عشقا. 
بالطبع لا أحد فى هذا الكون لا يبحث عن الجمال إلا إذا كان القبح يسكنه، ولكنى مضطر لقبول ملامح وطن لم يكن قبيحا فى يوم من الأيام، بكل هذا القبح، لم يكن فوضويا هكذا قبل لعنة 25يناير التى حلت عليه بفعل عوامل كثيرة جداً لم تعد هى مربط الفرس لدى، 
فهناك شبه إجماع لدى المصريين بمختلف طبقاتهم الإجتماعية، واتجاهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية وميولهم الكروية ومستوباتهم الثقافية أن لعنة 25يناير أفرزت أسوأ ما فينا، أصبح القبح عنواناً شبه موحداً لدى معظم الوجوه، المصريون يستخدمون قاموسا لغوياً سيئا، ومفردات لم نعتادها من قبل، غابت الإبتسامة من على الوجوه، اختفى بريق العيون، تراجعت مساحات الحب فى القلوب، سيطرت الأنا وهيمنت النرجسية. 
بلدى الآن تشبه الشاويش عطية، فى ملامحها، ولكنى اعشقها بل قبح ملامحها وأرى جوهرها، وأحاول أن أرى منها أجمل مافيها، ابحث عن خفة دمها التى لم تتلاشى رغم كل هذه الفوضى التى تحاصرنا ليلا ونهارا فى كل شبر من أرضها. 
لعنة 25 يناير شوهت الوجه ولكن الروح مازالت تقاوم التشويه، مصر الآن توام الشاويش عطية رحمة الله عليه. 
وحسبنا الله ونعم الوكبل