الجمعة 19 أبريل 2024 07:16 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : إسرائيل اخدت قطر ورا مصنع الكراسى

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار

بعيداً عن السيرك السياسى والإعلامى المنصوب حولنا، بعيداً عن اراجوز قطر تميم بن موزة واراجوز مصر رامز جلال، بعيداً عن فتة المدير الفنى الارجنتينى للمنتخب القومى لكرة القدم كوبر، والذى تقاضى مايعادل 920الف جنية، بعيداً عن كل المساخر أعلن على الملأ اننى سادشن خلال أيام حملة لدعم الرئيس السيسى فى انتخابات الرئاسة القادمة، وبمجرد انتهائها ساعلن رسمياً نهاية علاقتى بالسياسة، ساطلقها بالثلاثة. 
فلم أعتد فى حياتى على الندم على شيء ما، مهما حدث، ولكنى لأول مرة أفعلها وأعض أصابع الندم على دخولى مستنقع السياسة، بمحض إرادتى، فعالم السياسة لم يكن يليق بشاعر، لا يملك سوى صدق المشاعر.
وللأسف الشديد لم تكن ممارستى للسياسة احترافا بل كان انحرافا عن ذاتى وإنسانيتى لمدة تجاوزت الثلاثين عامًا. 
ثلاثون عامًا وأنا غريب عنى، لا أشبهنى، ثلاثون عامًا فى سيرك سياسى معظم من فيه أراجوزات وبهلونات وطراطير،ثلاثون عامًا وأنا الخبط الأوراق وأمزج السياسة بالصحافة.
لم أر فى السيرك السياسى سوى كاذبين وفاشلين وتجار شعارات ومرضى نفسيين، الكل يرتدون الأقنعة، الكل يدعون الطهر والفضيلة، بل إن البعض يدعى النبوة، يتوهم أن الناس تهتف باسمه، تنتظر لحظة ظهوره، رغم أن علاقة معظم الساسة فى مصر مثل علاقتى وعلاقتكم باللغة (السنسكريتية) -لغة الهند المقدسة- .
ثلاثون عامًا وأنا أحد دراويش السياسة بداعي أن الوطن يحتاجنى...أحيانًا معارضًا شرساً وأحيانًا مؤيدًا قويًا، وفى الحالتين كنت افتقد ذاتى، ظلى فمثلى لا تليق به السياسة. تراجع الشاعر داخلى ..حبسته، صادرته،حتى كاد أن يتلاشى، أنا لم أكن أنا،كنت مجرد أحد الذين صنعوا من أشباه البشر ساسة.
والآن وأنا فى منتصف الخمسينيات أعلن على الملأ اننى قررت بمحض إرادتى، التطهر من دنس السياسة، وإحياء الشاعر داخلى بعد طول موات، واسترداد عبدالنبي الذى صادرته يومًا ما.
من الآن فصاعداً سأكمل عمرى شاعرا وإعلاميا داعيًا الله عز وجل أن يغفر لى خطايا ثلاثة و ثلاثيون عامًا من السياسة والسخافة. 

وحسبنا الله ونعم الوكيل