الخميس 25 أبريل 2024 03:50 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

حوارات

فتح قلبه وعقله (للجارديان) المصرية ..

الملياردير المصرى د. عنان الجلالي يحكى رحلة الصعود من الفشل إلى قمة النجاح

الجارديان المصرية
عندما كتبت مقالي الأسبوع الماضي " في بيتنا ثانوية عامة " وصلني العديد من الرسائل التي قالت لي : أنتي بالفعل عبّرتي عما يحدث ، ودعواتك ، وهكذا .. ، ولكن وصلتني رسالة أثارت إهتمامي وفضولي وجاء نصها كالآتي : " عقدة حياتي : كيف سأحصل على الثانوية العامة وأنا دائما الأخير في الفصل منذ الروضة، سنتين أدبي وسنتين علمي وبمساعدة كل من حولي لم أحصل إلا على 10 في المائة كل سنة .. تحية إلى كل طالب في الثانوية الهامة والعامة فهو بالنسبة لي عبقرياً وعالماً أحتذي به وأنحني له " هذه الرسالة وصلتني من الملياردير المصري العالمي مؤسس شركة هيلنان وصاحب فنادق هلنان على مستوى العالم د. عنان الجلالي .وبالطبع أخذت من هذه الرسالة الفرصة وطلبت منه اللقاء لإجراء حوار معه حول قصة نجاحه ووجدته بكل بساطة وتواضع قد وافق وبلا أي معوقات وطرق العديد من الأبواب. وإلتقينا وبالرغم من إعدادي للحوار إلا أن الكثير من الأفكار والتساؤلات بدأت في التساقط على أفكاري بدأت معه الحوار بسؤال: هل كان الرسوب في الثانوية العامة هو نقطة التحول في حياة عنان الجلالي ؟ # فرد قائلاً: نعم وبالرغم من عدم شعوري بالفشل وبالرغم من أنه لم يعايرني أحد من أهلي ولا أصدقائي ولم يعاقبني والدي يوماً ، ووبالرغم من مساعدتهم لي إلا إني بدأت أشعرأني عالة على الآسرة والمجتمع، فأصدقائي قد تخرجوا وأصبحوا ضباط في الوقت الذي كنت أتمنى أن أكون ضابط مثل والدي لحبي وعشقي لبلدي، وكنت مستعداً أن أكون من الفدائيين في ذلك الوقت الهام في تاريخ مصر، حتى أنه من المواقف الطريفة التي حاول بها أصدقائي مساعدتي ومساندتي في تحقيق أي نجاح، قاموا بتسجيل أسمي في نادي هليوبوليس للحصول على بطولة الجمهورية في كرة الماء وإذا بالكابتن عبد اللطيف ابو هيف بطل العالم حينها يقول لي " يالا ياوحش " فاستغربت .. كيف يقول بطل عالمي لطفل صغير ذو مستوى ضعيف في السباحة " يالا يا وحش كمل " وإذا بهذه الكلمة تغير مسار حياتي، وتصبح مصدر قوتي حتى إنني أصبحت حتى الآن كلما واجهتني مشكلة اسمع هذه الكلمة ترن في اذني وعقلي، فأستعيد قوتي وأكمل الطريق بنجاح. وفي ذلك الوقت قام والدي بتحديد موعد لي مع مدير الجامعة الامريكية د. ميشيل وهبه - في محاولة منه لايجاد حل او طريقة في هذا الفشل المستمر، وذهبت في الموعد واستقبلني د. ميشيل استقبال جميل جدا ولم يُشعرني إني طالب فاشل وأنه مدير كبير، وتحدث معي ثم إختبرني اختبار بسيط برغم عدم إتقاني للغة الانجليزية وكانت نتيجة هذا الإختبار هي التوصية بالسفر خارج مصر، فقررت السفر وبدأت رحلة العمل حيث سافرت بالبدلة التي ارتديها وقميصين ووفي أحد جيوبي مبلغ 10 جنيه استرليني وفي الجيب الآخر المباديء والقيم المصرية التي تربيت عليها . وسافرت بدون عمل ولا طعام ولا مآوى وكان اول عمل لي مقابل سندوتش بعد ايام قضيتها بطعام من القمامة وكان أسعد يوم عندي عندما قال لي رئيس المطعم "متى ستأتي غدا" كدت اطير من السعادة لاني ضمنت طعام الغد ، ومرت الايام وتعلمت وتدربت كثيراً وبدأت أعتلي العديد من المناصب إلى أن أصبحت مدير عام الفنادق وبعدها فكرت في تأسيس شركة هيلنان والتي تمتلك مجموعة فنادق هيلنان على مستوى العالم وجاء إسم هيلنان من شقين "هيل: هو الجزء الاول من هليوبوليس لانها منطقتي التي تربيت فيها والجزء الثاني : نان : وهو جزء من إسمي عنان " ، حتى زوجتي أخترتها من هليوبوليس لتكون مثلي ، وقد حصلت على 6 دكتوراه فخرية من امريكا وبريطانيا واليابان و دول اخرى ومن جامعات مرموقة في العالم ، كما تم منحي عدة ألقاب منها فارس العالم الدينماركي وسفير العلاقات التاريخية للشرق الاوسط بالدينمارك ، وأهم هذه الالقاب هي رئيس المجلس الإستشاري للإتحاد الدولي للجامعات . كما أنه جاء ووضع إستثماراته هنا للتنمية في مصر كما كان أول الناس التي جاءت بالدكتور مجدي يعقوب لبناء مستشفي في مصر وأيضا التنمية والرعاية الصحية لأهل مصر وبعد كل هذا وبعد تحقيق كل هذا النجاح لم يشعر عنان الجلالي أنه حقق شيئاً ولا أنه مثلً يُحتذي به بل أن طالب الثانوية العامة له هو المثل الأعلى حيث يستطيع أن يفعل مالم يستطع هو فعله . كما أنه في نهاية اللقاء تمنى أن يرى مصر في أول الدول المتقدمة في العالم وإنتهى اللقاء ولكن القصة لم تنتهي فما زال للنجاح وجوه أخرى، فقد كنت أشعر أني امام قصة خيالية حقيقية بطلها متمثل أمامي بالفعل بكل بساطة ،أرى لمعة الذكاء والتحدي التي كانت تنطلق من عينيه، وأسمع نبرات القوة في صوته وإصراره على العمل والنجاح حتى آخر لحظة بعمره وهكذا يستطيع أيا منا أن يحول فشله إلى نجاح بالإيمان والعزيمة والإرادة والإجتهاد وعدم التواكل ، الإيمان بأن كلُ منا له قدراته وخصائصه وبصمته التي تميزه عن غيره، وهكذا ستظل مصر على مدار التاريخ تُهدي العالم أبناءها ليصبحوا علامات بارزة ورموز التنمية والتقدم في كل المجالات ، وتحيا مصر بأولادها في كل العالم.