الجمعة 19 أبريل 2024 12:19 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

نضال العضايلة يكتب : واقع العلاقات العراقية الإيرانية  قراءة تحليلية، ورؤية عربية (الحلقة الأولى)

الكاتب الصحفى نضال العضايلة
الكاتب الصحفى نضال العضايلة

بعد إسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام حسين في 2003 لم يعط الكثيرون إيران حجمها الحقيقي والدور الذي يمكن أن تضطلع به في العراق، فانصرفت الأعين عن الدور الإيراني بسبب الإنشغال بالدور الأمريكي كقوة احتلال مباشر. وقد استغلت طهران هذا الوضع ومدت نفوذها بقوة إلى الداخل العراقي حتى أصبحت هي اللاعب الأبرز على الساحة العراقية، ربما أكثر من الدور الامريكي ذاته أحياناً.

وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية تاريخاً طويلاً من التقارب والصراعات، وإن ظل الصراع هو السمة الغالبة في علاقاتهما في فترة ما قبل سقوط صدام حسين. فبالعودة إلى عام 1979، نجد المصادفة التي أوصلت وجوهاً جديدة إلى الحكم في كلا البلدين، فبعد عدة أشهر من قيام الثورة الإسلامية في إيران وصل صدام حسين إلى رأس السلطة في العراق.
ولم يلبث العام أن يمر على كلا النظامين حتى تفجرت مشكلات خلافية حدودية، خصوصاً ما يتعلق بقضية شط العرب والتي سرعان ما تحولت إلى مناوشات حدودية بين الطرفين ألغيت على إثرها اتفاقية الجزائر الخاصة بالحدود في شط العرب من جانب العراق، هذا بالإضافة إلى تصاعد الإتهامات الإيرانية لنظام صدام باضطهاد وقتل رجال دين شيعة. وقد تفجر الوضع بين البلدين وشن العراق هجوماً واسعاً على إيران امتدت لقرابة الثماني سنوات.
وتمثل الحرب الأمريكية على العراق المحطة الأبرز في تاريخ العلاقات بين العراق وإيران في الألفية الجديدة، وقد وقع الإيرانيون في مأزق كبير بسبب هذا الغزو، فقد كانت ترغب في إنهاء حكم البعثيين في العراق، ولكنها لم تكن ترغب في أن يطوقها الأمريكيون من الغرب بعد ان كان قد طوقها من الشرق بعد الحرب في أفغانستان. ولذا فقد خرج الموقف الإيراني أقرب إلى الحياد بعد أن رأت الحرب واقعة لا محالة. 
الغريب في الأمر أن الولايات المتحدة من حيث أرادت أو لم ترد قد ساهمت في تعزيز القدرات الإيرانية في الشرق الأوسط بعد قضاءها على منافسي إيران في الشرق (طالبان) وفي الغرب (صدام حسين).

يتبع