الخميس 28 مارس 2024 06:45 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

أفكار شائكة:

عـادل عطيـة يكتب: خواطر (لسانية)!

الكاتب الصحفى عادل عطية
الكاتب الصحفى عادل عطية

حذّروني..

  قالوا لي: ما على الأرض شيء أحق بطول سجن من اللسان!

  وقالوا لي: لا تطلق هذا المحبوس من محبسه إلا إذا أمنت شره!

  لكن..

  كل ما حدث في هذه الليلة الصباحية، أن عقدته انفكت؛ فتحرر لساني، من ذلك الجدار الحصين، المكوّن من صفين من الأسنان، وشفتان تحرسانه!

  ولأن لساني حصاني ـ كما في مثلنا السائر ـ؛ فقد امتطيته..

  فإذا به ينطلق جامحاً، مطارداً وملاحقاً، أفكاري الشاردة!

  وإذا بي في عالمه المدهش، والمُحيّر!

  تارة يكون مفتخراُ متعظماً، وتارة أخرى يكون قطيعاً أي غير سليط!

  مرة يكون لطيفاً مُكثّراً المؤانسات، ومرة أخرى يصنع عداوات لا تُحصى!

  أحياناً يبدو غبياً، وأحياناً أخرى يطلق نصيحة نافعة من فم  شخص مجنون!

  يُظهر ضعفاً وعجزاً عن النميمة؛ إذا لم توجد اذن مستمعة!

  ويُظهر فساداً؛ عندما يصمت كثيراً حين يتكلم المال!

  ويُظهر حمقاً؛ عندما لا يحترس من أن &الحيطان لها ودان&!

  هناك من يباركه، مؤكدين بأنه حلو!

  وهناك من يلعنه، ويدعون عليه: بالقطع!

  لا أحد يريد الاعتراف أن اللسان ما هو إلا عضو مليء بمجسات حساسة للتذوق، ان جاءه المرّ امتعض، وان لامسه الحلو؛ يلوك نفسه، ويقول: الله!

  ولا أحد يريد الاعتراف أن اللسان ما هو إلا وسيلة للإعلان عن ما في داخلنا؛ ألسنا عندما نمرض، وعندما يفحصنا الطبيب، يطلب منا أن نمد لساننا ليراه؟!

  أنه بكلمة، نقول:

  الموت والحياة في يد اللسان، وأحبّاؤه يأكلون ثمره ـ كما يقول سليمان الحكيم!