الجمعة 29 مارس 2024 08:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

الربح من الانترنت

سوسنة لبنانية عابقة بسحر خاص

الثائرة راوية هلال..  قديسة الأزياء والعمل الإنساني ،

الجارديان المصرية

درست المحاماة قبل 25 سنه، ثم تركتها، وفي نفس الوقت درست فن الأزياء وتصميمها، اشتغلت محاسبة وصرافة 14 سنه، ورثت عن والدتها حب الأزياء، تزوجت رجلاً ابتلاه الله بمرض السرطان، وقبل أن يسلم روحه لله، اكتشفت انها مريضة بنفس المرض الذي حاربته وقاومته وانتصرت عليه.
رحلة معاناة مع الحياة، اختتمتها من ٤ سنوات مع  براند ميزو مكارم للازياء، فابدعت وتميزت ونجحت نجاحاً يحسب لها ولبلدها.
انجبت شاب وشابة في عمر الورد هم أملها ورؤيتها ومستقبل حياتها، تجوب شوارع بيروت لتقدم المساعدات العينية والغذائية للثوار، لا تنتمني لاي جهة سياسية، مؤيدة للثورة اللبنانية، تحمل بداخلها معاناة فراق الابناء الذين اغتربوا عنها طلباً للعلم".* 


ناضلت على أكثر من صعيد، وكما نضالها في الحياة كان نضالها في صياغة حياتها أكثر بسالة. بالفعل، فهي أمهر من عملوا على التخفف من ضغط الهاجس الداخلي إبان إصابتها بالسرطان، أو مقاومته إذا صح التعبير، ليس تفادياً لمسؤوليتها الإنسانية، ولكن توغلاً أكثر نحو المعنى الجمالي بتاريخها العريق، فهي تتخفف من الكثيف المستقر ليحمل عبء الشفيف الأكثر عمقاً وجمالاً. 

اكتسب فاتنة لبنان الإنسانة  راوية هلال خبرة باهرة في هذا النوع من النضال، وقد شهد ذلك اكثر الناس قرباً منها، ليس في تحولات حياتها، ولكن في ساعة لقائها بجماهير الشارع اللبناني الذي يخوض ثورة عارمة ضد الفساد والطائفية.

 ناشطة نسوية عرفها لبنان، راوية هلال ابنة بيروت، نشأتها وتعليمها كان سببًا كبيرًا فى تشكيل فكرها، وهو ما صنع راوية الفنانة والناشطة النسوية التى بحثت عن الحرية مع صحبها في رياض الصلح، والشهداء والنجمة والرينغ، وغيرها، وحاربت من أجل أن يحيا أبناء جلدتها حياة مكتملة ليست منحة من أحد.

معارك كثيرة خاضتها راوية، عن السرطان، والحياة والحق فى إثبات الوجود، معارك أقرت سلفاً أنها ستنتصر فيها،  هذا هو الوصف الحقيقي للأرزة اللبنانية التي ننحني إجلالا لها في هذا الوقت بالذات فهي الأم والأخت والزوجة والرفيقة، وهي صاحبة الرسالة الأقوى في العالم والمثال الأول لنساء العالم العربي فهي المرأة المتميزة في كافة جوانب الحياة السياسية والإجتماعية والنضالية،  نعم النضالية، وهي التي تقدم روحها وروح أحب الناس على قلبها فداء للوطن، فهي والكثير من النساء اللبنانيات في المجتمع عملن جاهدات من أجل بناء الوطن فخضن تجربة النضال والعمل الوطني ، وشاركن بقوة في العمل الإجتماعي فشكلن بذلك أسمى معاني التضحية والصمود والتميز.

يا سادة نحن اليوم أمام إمرأة من طراز فريد، أمام سيدة عانت وناضلت وواصلت حياتها بكل اقتدار خصوصاً بعد أن جرفها المد نحو حياة حافلة بالمعاناة، لكن راوية استطاعت أن تصنع من المستحيل عكازاً تتعكز عليه حتى وصلت إلى قمة الهرم، فباتت اليوم من أشهر النساء اللبنانيات، بل العربيات، فمن نضال من أجل حياة كريمة إلى نضال مع مرض السرطان، إلى نضال من أجل الحرية والحياة الكريمة.

راوية هلال قبل ٢٥ سنه كانت طالبة تدرس الحقوق وتصميم الأزياء في آن واحد، ولأنها تعودت التحدي أرادت أن تبني لنفسها ما عجزت عنه الأخريات فأخذت من والدتها فن التصميم والأزياء، واستمرت تحارب وتقاوم وتدفع الأيام بكل طاقتها حتى أصبحت اليوم واحدة من أشهر مصممي الأزياء في العالم.

راوية هلال تلك السيدة التي تجوب شوارع بيروت من أجل الوصول إلى الشباب الثائر ومساندته ومده بكل ما تملك من إمكانيات مع نفر ممن هم على شاكلته.

راوية هلال ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتا ، بل تتقدم بكل قوة الى الامام لتخلع عنها كل ما عُلق بها من معتقدات خاطئة عبر السنين وما فُرض عليها من قيود وما تكبلت به من ظروف صعبة مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية.

راوية هلال جامحة بخيالها، برغباتها، تعيش في عالم حروفه ابداع، وتفاصيله حقيقة لا تغيب عن الأذهان، أنثى شفافة مرهفة من طراز فريد ومميز.

ارتبطت بالقوه، بالجمال، بالخجل ، بالجرأه، بالتمرد، بالدهاء، بالذكاء، بالحلم فهي خليط منوع من تفاصيل الحياة، وهي ارتقاء الانسان نحو الإبداع، رائدة حقیقیة في أكثر من مجال، وهي فھم عمیق لواقع المرأة، فتحركت ونجحت فيما اجتهدت، بعد جھود مضنیة على أكثر من صعید.
بدورنا نقف اليوم ونرفع قبعاتنا تقديراً لهذه السيدة الرائدة على كل قطرة عرق سكبتها في مسيرة حياتها، بل على كل مشعل اضاءته وجعلته ينير دروب الآخرين، وفي نفس الوقت نرفع أيدينا إلى السماء شاكرين الله وحامدينه على نعمة شفاء هذه البطلة التي نعتز فيها في كل أرجاء الوطن العربي الكبير، والتي يحق لكل لبناني ولبنانية أن يفتخر بها ويعتز بعطاءها ودورها في دعم ثورتهم المباركة.

راوية هلال التي سبحت في فضاء الوطن واعلنت في ذات يوم عن انجازات الثورة، فرصدت بعضاً منها :
_ كسرت قدسية الزعيم
_ كسرت اسوار الطائفية
_ كسرت حاجز الخوف
_كسرت جدار الصمت
_ أصبحت  المنصات والشاشات للأحرار
_ منعت نائبا او وزيرا ان يطأ بقدمه في الساحات
_ فضحت وحركت كل ملفات الفساد وبالاسماء
_ جمعت كل طبقات الشعب وكسرت الطبقية
_ صارت دموع الفقير لها صدى
_  أحيت الامل في نفوس اليائسين
اسقطت حكومة الاحزاب .