الخميس 28 مارس 2024 02:12 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتور حمدى الجابرى يكتب : لقاء السحاب بين وزيرى التربية والثقافة .. هل يصبح بلا مطر !

الدكتور حمدى الجابرى
الدكتور حمدى الجابرى

نشرت الصحف هذا الأسبوع أخبار لقاء كل  من وزيرى الثقافة والتربية والتعليم (لبحث آليات تنفيذ عدد من (المشروعات) الإبداعية بالمدارس) وأكدت الوزيرة فى الخبر المنشور أن "اللقاء تناول (خطط التعاون) مع وزارة التربية والتعليم لإعداد جيل قادر على صون الهوية وادراك أهمية التنوير في الحفاظ على مكتسبات الوطن، مشيرة إلى اتساق (أهداف) الوزارتين والتى تأتى ضمن (توجهات) الدولة لتحقيق محاور التنمية المستدامة الخاصة بإعادة تشكيل الوعى وتطوير المجتمع ومجابهة التعصب، مؤكدة ضرورة البدء في (تفعيل مسارات) عودة الأنشطة الفكرية والفنية إلى كافة المدارس في ربوع الوطن."

كل ماورد فى الخبر المنشور عن تفاصيل (اللقاء) .. جميل وعظيم ورائع وضرورى ومفيد رغم أن معظمه .. فضفاض .. واسع حبتين ..  لدرجة أنه يمكن أن يصل الى نفس النتيجة التى وصل اليها وزراء ثقافة وتربية .. قبلهما .. أى .. لا شيىء وهو الإحتمال الأقرب خاصة وأنه لم يرد ذكر تفاصيل (المشروعات) وكذلك (خطط التعاون) و (أهداف) و(توجهات) و(تفعيل مسارات) لتبقى فقط وكالعادة كلمات مرسلة براقة ووعود ليل مثل الزبدة ..يطلع عليها النهار .. تسيح .. 
واستثمارا لبادرة حسن النية والرغبة فى التعاون والتطوير من جانب كل من الوزيرين وحتى لا يتضح بعد فترة أن نتائج هذا اللقاء مماثلة للقاءات وزراء الثقافة والتربية من قبل (الدكتور عصفور مثلا ) ، مارأيكما دام فضلكما الوزارى .. فى البدء فورا بالعمل على إحياء المسرح المدرسى .. أظن أن ذلك سيكون بداية تعاون مثمر أكثر من الوعود والكلمات ومذكرات التفاهم ... الخ 
وطبعا بالتأكيد وصل الى علمهما ومن هو أكبر منهما أن هناك جهة عربية تتربص بهذا المسرح المدرسى منذ فترة طويلة وكادت تنجح فى مسعاها المذموم لولا يقظة الدكتور شوقى الذى أوقفها عند حدها بكل هدوء ودون طنطنة أو فضيحة أو حتى مجرد إشارة الى وزير تربية سابق (طيب) ووقع مع نفس الجهة مذكرة تفاهم تنص على قيام هذه الجهة بالإشراف العلمى على المسرح المدرسى المصرى !!
وبفضل هذا الموقف الواعى والمستنير والمترفع عن الصغائر للدكتور شوقى المشرف مات هذا المشروع المريب أو هكذا خيل لنا إذ سرعان ما تبين أن نفس الجهة لم تيأس وبعد البحث وجدت ضالتها فى أمين المجلس الأعلى للثقافة فى تلك الفترة ليتم من خلاله التسرب الى المسرح المدرسى المصرى عن طريق وزارة الثقافة وبالذات أمين مجلسها العام الذى أعلن أنه سيقدم المشروع المريب الى وزارة التربية باسم وزارة الثقافة المصرية .. ولكن الله سلم عندما فوجىء الجميع – ولأسباب غير معلومة –أن سيادته (غار فى ستين داهية) بعيدا عن المجلس الأعلى للثقافة .. و .. بعدها فى أكثر من مقال طويل عريض فى بعض الصحف المصرية ظهر أمين عام هذه الجهة العربية مولولا مدعيا (المسكنة) فهدفه والجهة التى يتبعها هو خدمة وتطوير المسرح المدرسى المصرى بالاشراف العلمى عليه رغم انها ليس جهة علمية أو أكاديمية متخصصة وعمر المسرح المدرسى فى بلدها ليس أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة يحتاج من يأخذ بيده .. الأغرب أن كل ذلك لم يلفت نظر وزير التربية الذى وقع مذكرة التفاهم والأكثر غرابة أن نفس الوزير الذى زين له صبيان هذه الجهة فى مصر التوقيع على مذكرة التفاهم لم ينبهه أحد الصبيان طبعا الى أن أهم أعضاء الوفد الذى مثل هذه الجهة .. دبلوم صنايع !!
يامعالى الوزير والوزيرة .. 
نفذا ماورد فى الخبر من (المشروعات) و(خطط التعاون) و (أهداف) و(توجهات) و(تفعيل مسارات) .. على أقل من مهلكما ووفق ظروفكما .. المالية والثقافية .. والى أن يبدأ ذلك أو تظهر آثاره الايجابية ، أظن أنه يمكنكما البدء فورا فى إحياء المسرح المدرسى .. تجهيزات المسارح فى المدارس وتفعيل الأنشطة والتدريبات والورش وعروض ومسابقات ومحاضرات ودراسات وفق خطط زمنية واضحة الأهداف والوسائل ومحددة الزمن ومعها جميعا ، وربما قبلها ،البدء فورا فى القيام بعملية توثيق جاد على أسس علمية لتاريخ المسرح المدرسى المصرى ومراحل قوته وضعفه وأسبابها وسبل النهوض به ، تشارك فيه أكاديمية الفنون والجامعة والمراكز البحثية والقومية المتخصصة .. المصرية .. والتأكيد على أهمية .. مصريتها .. سببه أن هناك جهة عربية تم ضبطها منذ أشهر قليلة متلبسة  بارتكاب جريمة تدليس تتعلق بتاريخ المسرح المصرى أدانتها لجنة المسرح فى المجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة التى لم نسمع لها صوتا رغم فداحة الجرم الذى تم ارتكابه فى مهرجان مسرح أقامته الجهة فى مصر وكان للأسف .. تحت رعاية السيد الرئيس !
و .. بصراحة .. كل النوايا الطيبة والشعارات واللقاءات والمرسل من العبارات الإنشائية لن يكون لها جدوى أو مردود مالم يسبقها أو على الأقل يصحبها تنفيذ عملى جاد مفتقد عادة .. مثلما حدث عقب كل اللقاءات المماثلة السابقة التى تتم المبالغة عادة أيضا فى تصوير بعضها كأنه .. لقاء السحاب .. الذى سرعان ما يتضح أنه بلا مطر ..