الخميس 18 أبريل 2024 11:34 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الأديبة راوية المصرى تكتب : الميول الجنسي بين حرية الفرد وسلامة الجنس البشري! 

الاديبة راوية المصرى
الاديبة راوية المصرى

لكل قاعدة شواذ  هذا ما تقوله الأمثال الشعبية والعلمية على حد سواء،  فمنذ وجد البشر على سطح الارض والمجموعات البشرية تحاول الأنتظام للحاجة والضرورة حفاظا على الوجود البشري ولم يكن تحريم وتجريم  الديانات السماوية اذ لم يكن وجود  دليل وأنتشار للميول الجنسي منذ القدم .
لقد فتحت الثورة الصناعية في الغرب الطريق امام قيام المجتمع المدني وتكريس الحرية الفردية  الى ظهور حالات كثيرة كانت معتبرة غير مألوفة،  منهم من يسميه  الشذوذ الجنسي ومنهم من يعترض على كلمة شذوذ بأعتبارها اهانة لحرية الفرد حيث تستعمل كلمة ميول جنسي او مثلي الجنس.

في مجتمعاتنا العربية يختلف الوضع تماما،  وهناك انكار دائم لوجود مثل هذه الحالات التي تعتبر منافية للقواعد العامة والحشمة والاخلاق،  وبالرغم من أن  الكتب السماوية نهت  عنها  الا ان  الأنكار والتجاهل لا يلغي وجود هكذا حالة بين المكونات البشرية في وطننا العربي والعالم بشكل عام،
 ومعالجتها بالصمت والتجاهل يزيد من تفاقم المشكلة  اذا اعتبرنا انها مشكلة، فالسلطات الدينية
المتداخلة مع السياسة لا تريد مقاربة هذا الموضوع وفتح نقاش حوله بأعتبار
أنه مرفوض  
ومجرد النقاش فيه يعطيه مشروعية معينة وقابل للنقاش. 
الشذوذ الجنسي ليس جديد على المجتمعات وتاريخه يعود الى ما قبل العصور الوسطى وكان الشذوذ لدى الذكور الاغريق، 
وفي اليابان والصين وكانوا يعتبروه شيأ ذا قيمة ويفتخرون بهذا العمل،  وهذا يشمل الحب الجسدي والروحي كما في كل الثقافات القديمة وتعود معظم الروايات التي تحدثت عن الشذوذ الى العصر العباسي والاندلسي،
وعرفوا العرب بممارسة اللواط والتي تعرف بأسم سدوم وعمورة وبحسب ما جاء في العهد القديم عن الديانات السماوية  هي مجموعة من القرى التي خسفها الله بسبب ما كان يقترفه اهلها من لواط منذ القدم .
  كانوا المثليون يفضلون الغلمان وعندما كانو بعض الشعار يتغزلون بالنساء يشبهوهم بالغلمان من بعض ما قال الجاحظ (كأنها غلام ووصيفة غلامية)  وقال ابو النواس بوطئ الملتحين منهم (لا تكثرو ما ذاك عائبه الحسن منه على ما كنت اعهده والشعر حرز له ممن يطالبه،
 وأيضا هناك العديد من الأشخاص مثل دافنشي وأفلاطون وغيرهم الكثير  كانوا مثليي الجنس. 
في التقاليد المسحية واليهودية قديما عادة ما يعتبر الجنس خطيئة  بين الازواج من نفس الجنس والعلاقات الخارج نطاق الزواج امراة ورجل وكانت عقوبة المثليين الاعدام. . 
المصادر المكتوبة الأولى عن الحب من نفس الجنس في اليونان القديمة،  يرجع السبب في حقيقة أن المثلية الجنسية بدأت خلال العصور القديمة اليونانية إلى تغيير في النصوص المكتوبة حيث أصبحت الوثائق أكثر شخصية  في المجتمعات اللاحقة التي يسيطر عليها الذكور .
يوجد الكثير من وجهات النظر المختلفة لهذا الميول فيما يتعلق بالطب النفسي يوجد الكثير من الجمعيات المدافعة عن حقوق  مثل هذه الفئات على أنه أمر طبيعي والبعض الأخر يعتبر انه مخالف للفطرة الانسانية.
 حسب الدراسات كثيرة هي الأسباب التي قد تؤدي الى هذا الميول منها تنشئة الطفل في عائلة لا ترى ان المثلية أمر غير طبيعي، وغياب دور الأب في التربية، والتحرش الجنسي بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
في معظم المجتمعات العربية يصنفوا مثلي الجنس على  أنهم مرضى نفسيين وبحاجة لعلاج، أو منحرف او خارج عن القانون او شاذ عن عادات وتقاليد المجتمع .
( كشفت دراسة بحثية نشرها موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن المثلية الجنسية قد تحدث بسبب جين وراثي يكمن في الحمض النووي للإنسان، فيما قالت دراسة أخرى نُشرت في عام 1993 إن المثلية تبدأ في مرحلة التكوين الأولى، فربما تحدث نتيجة مهاجمة أجسام مناعية لمخ الجنين، أو التعرض لمجموعة من الهرمونات داخل رحم الأم، تلك أسباب عضوية فسيولوجية، تزعم أن التعرض لمجموعة من المتغيرات التي تؤثر على كيمياء الدماغ وتُسبب حدوث الجنسية المثلية، وهو ما لم يتم إثباته )
أنا ليست بموقع الدفاع عن المثليين،  ولكن هذه ظاهرة موجودة منذ وجد اول  الانسان على وجه الارض، فأن كنا نعتبر هذه الظاهرة جينية فهذا شيء رباني ولا إعتراض على خلق الله وخاصة فيما يتعلق بالأديان ،  وأن كان مرض نفسي فهذا التصرف خارج عن ارادة الانسان، مثله مثل من يبتلى في  المخدرات بدل ما يتم علاجه يسجن في بلداننا العربية ويخرج اسؤا مما كان، وأن كنا نعتبر أنهم مرضى فعلا واجبات المجتمع أن يقف بجانبهم لا ان يحاربهم.
أخيرا!!  أن مقاربة موضوعا كهذا في غاية من الصعوبة والتعقيد والمسؤلية إذ لا يستطيع الكثيرون الكتابة الجريئة وتسليط الضوء على هذا الموضوع لحساسيته،  يجب أن يكون لدينا الجرأة   كما لا يمكن التعرض لمبدأ الحرية الفردية،
لذلك فأنني أدعو النخب الفكرية والثقافية والسياسية وحتى الدينية لأعطاء هذه المعضلة حقها بالنقاش والتوفيق بين الحرية الفردية التي هي مقدسة وبين سلامة الجنس البشري وأستقرار المجتمع.