الخميس 18 أبريل 2024 04:35 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

أيهاب وهبي يكتب : رمضان..”السكري ”وإعلانات ومسلسلات الاستفزاز

الجارديان المصرية
قررت ان أجلس في المنزل متخذا من ركني المفضل متكآ واخذت اقرأ في كتاب ديني الي ان وصلت الي كلام يخص شهر رمضان وما يجب ان يكون عليه الانسان فيه من اخلاق رفيعه وسماحه وقيم نبيله تفرضها اداب الدين السمح وبالآخص في ايام هذا الشهر الفضيل واذا بي اتذكرايام وليالي رمضان واتذكر ما كنا نسمعه بالراديو وما نشاهده في قنوات التليفزيون المصري الذي كان لا يوجد به غير قناتين الاولي والثانيه وقارنت بين ماكان يقدم باحترام ورقي وما نحن عليه ووجهت عقلي نحو التطور الرهيب لهذه الجهاز الذي اعتبره حياه اخري يعيشها الانسان نعم انها حقيقة فهذا الجهاز وما يبث به هو حياه اخري نعيشها بكامل اوصافها وهو الآن له اليد العليا في اخلاق المجتمع وقيمه وتوجيهه وبعيد عن الدور الذي يلعبه هذا الجهاز وما يجب وما ينبغي فليس هذا ما اتحدث عنه هنا فقط .. المهم اني سمعت صوت اولادي وهم يتابعون التلفاز واردت ان انتقل اليهم واترك عزلتي لاكون معهم فاذا بي ينتابني حاله من الغم والذهول بعد مشاهدة اغلب الاعلانات والمسلسلات وما آلت اليه من مهزله حقيقيه .ومن تغير قناه الي آخري نفس الوضع آعلانات مستفزه لكل فقير في هذا البلد " تخص البرجوازيين فقط " وورائها اعلانات الشحاته التي اصبحت الطابع المميز لرمضان الكل يستابق بحمالات اعلانيه يصرف عليها الملايين ويطالبون الناس بوضع ذكاتهم وتبرعاتهم لتلك المؤسسات قد يكون البعض منها فاعلا ولكن ليس من المعقول ان تبحث عن التبرع من شعب مضروب بالفقر وانت تصرف امام عينه علي حملاتك الاعلانيه الملايين ما هذا الهراء وهذا السخف . ومن سمح لهؤلاء بالعمل هكذا ومن يحاسبهم . ببساطه تجد الناس تتحدث عن هذا العته وهذه اللامبالاه بالمواطن الذي اصابه حاله من الاستفزاز لما يحدث كلما هل علينا الشهر الكريم . والبعض يقول ان هناك حاله من التربص بهذا الشهر الفضيل فهناك تربص من آحد ما يريد ان يفسده علي المصريين .. لديهم كل الحق فبعيدا عن الانتاج الضخم والملايين المهدره التي تدخل جيوب اشخاص تعالوا لننظر سويا الي القيمه التي تقدم في هذه المسلسلات التي لا تستطيع متابعتها من كثرتها تجد ان اغلبها ولا اريد التعميم تتحدث عن سيئات اخلاق مجتمع مبتذله وتصدرلنا في هذا الشهر الفضيل العري والقتل وتجار المخدارات والسلاح وكل ما يجرح نظر المشاهد دون الاعتبار الي ان هذا الشهر هو شهر الغفران وشهر التوبه والقرآن . ماذا يحدث ؟ لا اجد مبرر ابدا لهذا غير ان الاستعمار الثقافي الذي نخر في عقيدتنا وديننا وصنع جاب كبير لا نستطيع ملئه . الي ان اصبح لدينا اجيال ممسوخه لايعنيها تقليدنا وقيمنا وارتمت في احضان كل ردئ مستغرب تقليد اعمي جعلهم في منطقه مائعه وضاعت معها الهويه والقيم العربيه الاصيله التي طلما كانت شامه علي جبين كل عربي . آعود واتذكر سيد درويش عندما غني " شد الحزام علي بطنك " واتذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يطالب الناس بالصبر ويعدهم بالمستقبل ويوضح ازمات كبيره تحتاج من كل مصري ان يقتصد ويصبر واعود فاري هذا العته ... فينتابني حاله من الغصه والالم والحصره علي امه وشعب اصبح لديه من المعايير المزدوجه الكثير والكثير واري الرأسماليه البشعه بانيابها تنهال علي فقراء هذا البلد تمزيقا وتقطيعاً.. متي سيفيق هذا المجتمع ومتي سنراعي بعضنا البعض ومتي سنعود الي اخلاقنا وقيمنا وحضارتنا التي علمت العالم .افيقوا يا مصريين من هذا العته فقد هلكت امم قبلكم بسبب ضياع الحق بين الناس وضياع العدل والعداله الاجتماعيه . ان ما يحدث يجعلني اعود لاتحدث عن هذه الاموال الكثيره من اين اتت وكيف استطاعت ان تسيطر علي الأداه الاكثر تاثيرا في تغيير هوية وثقافة الشعوب .. اتساءل اين قانون من اين لك هذا اين الرقابه علي المصنفات اين الدوله مما يحدث ....اذا كنا نمنع المراقص والبارات من العمل في رمضان اليس من الاولي ان نمنعها من الدخول الي بيوتنا ايها العقلاء ..