الجمعة 29 مارس 2024 01:04 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : سامحنى يامبارك

عبدالنبى عبدالستار
عبدالنبى عبدالستار

 لا يوجد إنسان فى بر مصر المحروسة عاقلا كان أو مجنونا، غنيا كان أو فقيرا، مسلما كان أو مسيحيا، أهلاويا كان أو زملكاويا، مثقفا كان أو بصمجيا، يمكن أن يتهمنى بأننى من رجال السلطة أو حملة المباخر أو المطبلين أو المزمرين أو لاعقى أحذية الكبار في عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.
لم أكن فى خندق مبارك فى يوم ما بل كنت من أشرس معارضيه بقلمى وحنجرتى، كتبت ضده عشرات بل مئات المقالات المحرضة والمتمردة والثائرة وشاركت فى العديد من المظاهرات المطالبة برحيله.
ولكن بعد ابتعاد مبارك عن السلطة بنحو 8 سنوات ونصف السنة أستطيع أن أقول كلمة حق يمليها عليّ ضميرى حاليًا اننى لم أكن منصفا ابدأ وأنا أصف مبارك بالفرعون والديكتاتور وأتهمه بالفساد وتدمير البلاد، فقد اكتشفت الآن اننى كنت من الظالمين، لم أكن عادلًا وأنا أستخدم قلمى فى التنكيل بالرجل ورجاله.. كنت أراهم فشلة وعجزة وفاسدين على غير الحقيقة..
الآن فقط أشعر بعقدة الذنب تجاه الرئيس السابق حسنى مبارك الذى كان قائدا ماهرا يقود دولة معظم شعبها من الفهلوية والكسالى، لا يجيدون سوى الشكوى، والكذب والإحساس بالاضطهاد.
أستحلفكم بالله هل هناك مجال للمقارنة بين مصر 2010 وبين مصر2019؟ ...أيهما أفضل أحمد نظيف أم مصطفى مدبولى ؟ ..فتحى سرور و يوسف بطرس غالى وأمال عثمان وفاروق حسنى وماهر اباظة وغيرهم؟
بالطبع لا مجال للمقارنة فقد كانوا رجال دولة بمعنى الكلمة وكنا جلادين لا نعرف قيمتهم فانتقم الله منا بوزراء ومحافظين فوتوشوب.
والآن أجد لدي من الشجاعة ما يكفى للاعتذار لحسنى مبارك ورجاله، أعتذر ولا أنتظر شيئا فهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا.
وحسبنا الله ونعم الوكيل..