السبت 20 أبريل 2024 09:59 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : حكايتى مع قناة (الجزيرة) وجمال ريان

الجارديان المصرية

لم أكن اتصور ابدا أن يفكر القائمين على قناة (الجزيرة) فى محاولة استقطابى أو تجنيدى لحسابهم . لأسباب عديدة ومختلفة . لم أكن اتخيل ابدا أن يجرؤ أى من العاملين بهذه القناة فى الاتصال بى لطرح فكرة السفر للدوحة والظهور على شاشة (الجزيرة ) الإخبارية ولكنه حدث قلل نحو ثلاثة اعوام , ولم يقف الأمر عند حد المحاولة معى بل شملت المحاولات العديد من الشخصيات البارزة المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى .

 فى البداية فوجئت باتصال هاتفى من الزميل المحترم ياسر الساهر المعد بقناة الجزيرة الأخبارية طالبا منى إجراء مداخلة مع المذيع الفلسطينى جمال ريان بصفتى أحد أبرز داعمى السيسى , والغريب أننى لم اتردد لحظة واحدة . وكانت المداخلة (9دقائق) أشبه بانفجار , وتفريغ شحنات العضب التى تسيطر على إزاء هذه القناة .

بدأ المذيع الفلسطينى أحد ابرزالكارهين لمصر المداخلة بسؤال استفزازى :عن انكماش شعبية السيسى فانفجرت فى وجهه..كفاكم كذبا وتضليلا وتزويرا..لصالح من تزورون الحقيقة..عودوا إلى ضمائركم , عودوا إلى المهنية..لم يبق لكم شيئا تخسرونه فى مصر فأنتم بلا رصيد فى الشارع المصرى ..لا أحد يحبكم , خسرتم كل شئ من أجل مناصرة جماعة إرهابية قرر الشعب الإطاحة بها .

هنا أنهى المذيع المداخلة . وبعد دقائق عاود الزميل ياسر الساهر الاتصال بى .

بادرته قائلا : بالتأكيد قرروا ترحيلك من قطر !

فما كان منه إلا أنه قال: كنت هائلا ورفعت رأس المصريين هنا ونحن نختلف عن الجزيرة مباشر ونسعى لتحقبق التوازن وأتمنى أن نكرر المداخلة غدا أو بعد غد . وبعد يومين اتصل بى ناقلا تحيات الزميل عبدالفتاح فايد رئيس مكتب الجزيرة مباشر مصر سابقا وعارضا فكرة استضافتى فى الدوحة لمدة شهر أو أى مدة أحددها للظهور يوميا على شاشة الجزيرة الأخبارية , مؤكدا أننى سأكون حرا فيما اقول , ولن يتدخل احد لتغيير قناعاتى السياسية بأى شكل من الأشكال , وبكل أدب قال:  أن المبلغ ربما يكون غير مشجع ( ألف دولار يوميا) ولكن سيكون لك تقدير أعلى وخاص بالأضافة إلى الإقامة فى فندق 5نجوم وطلب إرسال صورة جواز سفرى خلال ساعات للاعلان عن بدء ظهورى خلال أيام , فأخبرته بأن جواز سفرى منتهى وسأجدده ،وعندما عرضت الأمر على أولادى مازحا بأننى أفكر فى السفر كان الرفض بالاجماع وكذلك حذرنى اصدقاء مقربين من خطورة السقوط فى الكمين القطرى ، خاصة وأننى مؤلف كتاب (حارة الشيخة موزة) الذى يكشف المستور ويعرى جميع حكام هذه الدويلة الصغيرة . وبالفعل اتصل بى الزميل ياسر الساهر أكثر من مرة، لإقناعى بقبول العرض القطرى لصالح مصر إذا كنت حقا أريد أن أحدث توازنا فى توجهات القناة , واصريت على الرفض , فقطر تتساوى عندى مع إسرائيل فى عدائها لمصر. واكتشفت بعدذلك أن الجزيرة حاولت أيضا استقطاب وتجنيد عدد آخر من أنصار السيسى , وجميعهم بلا استثناء رفض مجرد التفكير فى العرض القطرى والسفر للدوحة او الظهور على شاشة قناة الجزيرة سواء الإخبارية أو مباشر..فكلهم يبثون سمومهم ضد مصر.

(وحسبنا الله ونعم الوكيل)