الخميس 25 أبريل 2024 03:25 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوى يكتب : نعم رسبت في الثانوية العامة 

الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوى
الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوى

في عام ١٩٨٣ رسبت في الثانوية العامة رغم أني كنت شاطرا الي حد ما، بس بكل تأكيد لم أكن اصل الي مستوى زملاء كانوا معي في نفس المدرسة وهما منير سامي ومحمد عبد المتعال وهما الآن طبيبان كبيران وايضا كان معي في نفس الدفعة حمدي ابو شناف وهشام حسن والأن صارا ضابطان كبيران برتبة لواء في درجة مساعدا مدير أمن المنيا حاليا. .
كنا في مدرسة الاتحاد الثانوية وكان مدير المدرسة رجل ذو شخصية قوية جدا و مرعب اسمه الأستاذ حسين شعماش. ورسوبي في الثانوية العامة كانت له قصة لن أنساها ما حييت وهي الدافع لكتابة هذا المقال . ففي أول يوم في الامتحان كان لغة عربية ودين واللغة العربية من المواد اللي كنت بأحبها أوي .بداية الامتحان الساعة ٩ صباحا ..وانا مقيم في قرية ريدة..سهرت ليلة الامتحان ولم يكن عندي منبه وعندما استيقظت كانت الساعة تقترب من التاسعة، وجهت اللوم الي امي رحمة الله عليها وكنت نازل من على السلم ..قولت لها الميعاد راح عليا حرامي عليكي ..هي كانت ست بسيطة فقالت لي خليك النهاردة روح بكرة ...ضحكت ضحكة باكية.. ادركت طبعا هي سيدة بسيطة لم تكن تدرك معني أمتحان الثانوية العامة ولاسيما ان كل يوم خميس كان بيبقي عندما امتحان كان يطلق عليه تطبيق ..المهم وعلى اية حال. وبسرعة أرتديت ملابسي وأسرعت لكي احاول الحق وعشان تطلع من ريدة في ألايام دي مفيش غير اتوبيس اخدت ميعاد الساعة ٩ ..كركبت نفسي حتى وصلت الي المدرسة مكان انعقاد اللجنة والبوليس بره المدرسة حاولوا منعي وانا اتوسل لهم حتى شعر بذلك رئيس اللجنة فأخذني جانبا وقال لي يا ابني باقي نصف ساعة واللجنة هتخرج بعد أن يكونوا سلموا ورقة الإجابة..المهم تحايلت عليه وتوسلت له أن ادخل اللجنة، لعل وعسى ..فقال لي حتى لو دخلت يعوض عليك ربنا في تلك السنة لأنك لن تلحق تجاوب أي أسئلة..الناس بتراجع ..بعد الحاح دخلت اللجنة ولم ألحق إلا الإجابة عن سؤال ونصف من خمسة أسئلة وأدركت أن هذه السنة ضائعة ولكن كان عندي امل في أن يتم رفعي لو في هذه المادة فقط واستكملت امتحان باقي المواد في حالة إحباط شديد لأن الرسوب في مادة معناه الرسوب سنة كاملة ..وبالفعل ظهرت النتيجة وكانت في الراديو بالأرقام ووجدت وقلبي قد وقع .. المذيع في ميكروفون المدرسة يعلن النتيجة قائلا ٣٥٠٤١٧ و١٩ و٢٢ وكان رقم جلوسي انا ٣٥٠٤١٨ تماسكت ولا اعرف في تلك الليلة كيف ذهبت الي منزلي في قرية ريدة لأن الوقت كان ليلا وكانت ليلة حزينة جدا عندما سمعت المذيع لم ادر بنفسي في تلك اللحظة إلا والدموع هربت مني..وعندما توجهت للمدرسة في اليوم التالي عشان اعرف النتيجة بشكل كامل وجدت نفسي قد حصلت على ١٤ونصف درجة في العربي وهو نتيجة السؤال والنصف تقريبا ناقص نص درجة والمجموع الكلي بما يعادل 78.5 في المائة دون أي دروس إلا شهر واحد فقط مراجعة فيزياء عند الأستاذ متى صادق وكان شقيق طبيب شهير في مدينة المنيا اسمه منجي صادق كان جراحا ماهرا وكانت كلية الطب في تلك السنة قد أخذت من 84 في المائة . يعني بإختصار شديد لو كنت لحقت العربي كنت هزيد مش اقل من 8 في المائة .
المهم أعدت السنة وانا في حالة إحباط شديد ومن ثم قد حصلت على مجموع يعادل 69.50 في المائة وكانت كلية التربية تاخذ من مجموع 62 في المائة وكلية الحقوق تاخذ 55 في المائة أو أقل ولم تكن أمامي الا كلية التجارة وكانت تصنف بعد كليات القمة مباشرة . دخلت تجارة أسيوط وعشت احلي أيام ولكن كان الإعلام قد شدني كنت اذاكر في كلية التجارة لكي انجح واواظب علي قراءة الجرائد رقم واحد والكتب لكبار الكتاب. وجعلت هذه السنة التي سقطت من حساباتي هي بداية الانضباط في المواعيد وشعرت وقولت ربما الله كان له قصد آخر وتبين لي انه خيرا ورتب لي مكانة اراه ممتازة في عالم بلاط صاحبة الجلالة وكنت وانا طالب أنظر إلي جريدة الجمهورية بانبهار ولم احلم في يوم من الأيام أن يأتي يوما واكون كاتبا صحفيا بها..حبيت أروي لكم جزءا من حياتي التي ربما لا يعرفها الكثيرين وهو جزء قد يراه البعض سلبيا ولكن تحول لي بشكل إيجابي افصل مما كنت أتوقع ..لعلنا نستفيد من سلبياتنا وهو ما ارويه لأبنائي حتى يدركوا أن حياة الإنسان منا محطات ..قد تتعطل في محطة لكن عليك ان تقوم وتستعد لما بعدها