الجمعة 19 أبريل 2024 01:04 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الإعلامى رضا طاهر الفقى يكتب : حوض الدسوقي تسكنه النداهه 

الإعلامى رضا الفقى
الإعلامى رضا الفقى

اسطوره انتشرت في الريف المصري عن تلك المراه التي تظهر بشعرها الطويل الذي يصل الي قدمها وعيناها الواسعتين . وطولها الفارع كان الفلاحين في ذلك يزعمون انها تظهر في الازقه والطرقات وعند الترع.. وكان لها صوتا ساحر تنادي به علي الناس في البيوت ومن يذهب معها اما ان تتزوجه ويصير من عالمها الاخر واما ان يموت قتيلا لانه قاوم سحرها .. الا ان نداهة كانت تجلس يوميا علي حوض الدسوقي الذي كان علي مشارف القريه .. ذلك الحوض الذي كان يروي ماشية الفلاحين مقابل اجر سنوي كان ياتي مع الحصاد.. كان الدسوقي احد العابرين الي قريتنا من بلاد النوبه ذو وجها اسمر كطمي نيل النوبه النجاشي كان طويلا فارعا مثل جبال بلاده .. علي وجهه تلمح تاريخ النوبه التي ناضلت من اجل قضايانا .. امتهن الرجل مهنة السقي والري التي تعلمها علي ضفاف النيل في بلاده عرف كل اسرار المياه وعالمها الاخر التي تسكنه العفاريت والنداهات .. وعلي الجانب الاخر من البحر او الجانبيه كما كان يسميها الفلاحين .. عشة ابو لاشين ذلك العابر الاخر الي قريتنا امتهن الراجل مهنة صناعة البهجه للفلاحين من خلال عمل مواكب ومراكب تستخدم في العرس السنوي للقريه وهو المولد النبوي عاشا كلا الراجلين في الهيش الذي تسكنه العفاريت والنداهات الا ان نداهه من هولاء عشقت المكوث علي حوض ماءه وتنام فيه . وقيل انه كان يجلس معها صديقا يتسامرا اطراف الحديث وكانت هبيته تاتي من علاقتة مع هولاء كما يزعم البعض.. وخوف الفلاحين من طلته لانه يصاحب نداهه كان حديثه معها عن حكايات القريه وابزر رجالها واوسمهم طله وامتنهم صلابه وقوه قيل عنها كانت تجلس علي اطراف الحوض تغني اناشيد غريبه كانت تخيف الفلاحين يسمعها الفلاحين في ليالي الري وهم امام السواقي .. حكا احدهم انها ذهبت الي منزل شابا يافعا تنادي عليه ولكنها قلدت صوت صديقا له ولكن امه بدا يساورها الشك فخرجت من شرفه عاليه من المنزل ومعها مندل فيه نار والقته عليها واحرقتها وعرفت النداهات بذلك الحدث واردات الانتقام من تلك العائله فاتفقوا مع تلك التي تسكن الحوض و بدات ترقب احد افراد العائله .. حيث انه كان ذاهبا الي حقله ليلا ولم يعجبها وبدات تنادي عليها بصوتها الساحر ولكن اغلظ لها في القول فقامت بخنقه وقتله وتركته في الحقل وبدا ت افراح الثار من العائله تقام اما م حوض الدسوقي فرحا شاهده الجميع ورعب الجميع من هول عالمهم وبدات تلك النداهه تنسج حبالها علي فتحي احد الشباب التي فتن به وبدا يفتن بها وبدا يخرج حينما يجن الليل متعللا انه ذاهب لحارسة المحصول خوفا من لصوص الحقل احد سمات الريف في كل عصر ووقت متعطلين يكسبون عيشهم بالسرقه ومعايشه الليل وعالمه.. ومرت الايام وهو يذهب اليها وتذهب به تحت الارض لكي تسحره بعالمها العجيب والغريب الا انه وذات يوم لمحه بعض اللصوص الذين يترقبون الطريق ليفوزوا بسرقة اما بطه اوبعضا من المحاصيل وبدوا يرقبون امره وتكررت اللقاءات امامهم وذاهبوا الي اهله يقصون عليهم ماروا واجتمع الاهل جميعا عند منزل فتحي ومنعوه من الخروج بالقوه وظلوا علي ذلك اياما كثيره وهو يريد ان يذهب اليها والي عالمها الساحر حتي لقبه البعض بفتحي المندوه وهو لقبا يطلق علي من عشق النداهه .. حيث انه كان يريدها يوميا وعرف الجميع حكايته التي تم نقلها جيلا الي جيل اضافه الي حكايات كثيره يتندر بها اهل القريه كان محورها دائما حوض الدسوقي والنداهه التي تسكنه كان الفلاحين يروجون هذه الحكايات كنوع من التنفيس تعبير ا عن كبتا عاطفي ونوع من الترفيه والتسليه تعينهم علي عناء الحياه ومشاقها..