السبت 20 أبريل 2024 09:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : فيروس الإعلام المصرى

المحلل السياسى محمد الشافعى
المحلل السياسى محمد الشافعى

منذ سنوات وسنوات واعلامنا المصرى يعانى من قلة الكوادر الصالحة والواعية والقادرة على نقل الكلمة والصورة والتحقيق والتقرير الصادق للمواطن ، وبذلك تاهت الحقيقة وضاع الصدق الإعلامى ، واصبح الإعلام المصرى فارغا من الكفاءات .

أصبح اعلامنا المقروء والمرىء والمسموع له أهداف محددة بعيدة كل البعد عن الرسالة السامية للاعلام التى من المفروض ان تنقل الصدق والحقيقة للشعب وأيضا تنقل المشكلة وعلاجها وتوضح الأمور حتى تتضح الرؤية للجميع وتلك الأهداف التى ابتعدت عن الرسالة السامية هى :
* السعى وراء المادة بغض النظر عن وجهتها
فنرى العلانات التى تبتعد عن تقاليدنا وعادتنا ، ونشاهد شخصيات ليس لديها فكرا ثقافيا أو علميا أو فنيا او رياضيا ..الخ ، أما البرامج فهى مباعة لمن معه المال وليس الفكر والابداع ، وهو ما نسميه بالفساد ، وترتب على ذلك تسرب الارهاب الفكرى السياسى والدينى ، وتم العمل من خلال الاعلام على نشر الأكاذيب ونشر الفوضى مما أدى إلى ماحدث فى 2011 وما تبعها من سنوات .

* الابتعاد عن الكفاءات الاعلامية
فكانت المحابة والواسطة هى الغالبة على هذا المجال ودخل الكثير ممن لا يملكون موهبة الاعلام سواء المرىء أو المكتوب وأصبح التليفزيون المصرى فارغا وانهار وهربت الكفاءات إلى القنوات الخاصة ، والصحف القومية التى كانت تنير بأقلم النوابغ والمبدعين ، ابتعد تلاميذهم إلى الغياهب ، واعتلى المناصب والأعمدة والصفحات المنافقين ودلاديل المسؤلين ، حتى سقطت الصحف وابتعد عنها القراء لأنهم لاجدوا بها سوى الصغار .

وعندما بدئنا فى إنشاء الدولة المصرية الجديدة على أسس وقواعد ، ومن بينها المجال الإعلامى ، كانت القماشة المتواجدة ضعيفة لا ترتقى بمصر وصحوتها الكبرى ، ولازالت الدولة المصرية تعانى من الإعلام إلا من رحم ربى ، وسعدنا جميعا بما قيل عن تطوير التليفزيون المصرى ، وسعدنا أكثر بتواجد وزيرا للدولة للاعلام ، وانشأت نقابة للاعلاميين ، كما هناك نقابة للصحفيين وانشأت الهيئات القومية للاعلام وللصحافة ومجلس أعلى للاعلم والصحافة ، وكل هذا ولم ترتقى الكلمة ولا الصورة إلى مستوى المواطن الذى يبحث عن المعرفة للنبأ والخبر السريع والصادق ، لا للصورة الواضحة بعيدا عن الفبركة والشائعات ، فلا تجعلونا نترحم على اعلام الستينيات حتى التسعينيات

ولعل ما حدث مساء أمس على الفضائية المصرية فى برنامج الاعلامى وائل الابراشى وحواره القصير مع الفريق كامل الوزير وزير النقل ، حول الزحام فى مترو الانفاق قبل مواعيد الحظر اليومى ، والجدال الواضح لتأكيد الصورة لكل منهما ، ولكن اسقط الفريق كامل الوزير فى يد الاعلامى وائل الابراشى ، عندما قال له اعرض ماحدث ايام الخميس والجمعة والسبت والأحد ، لأنك عرضت فقط يوم الاربعاء ، فما كان من الاعلامى المحترف أن جادل وحاول أن يدخل الموضوع شخصى بأنه لم يقصد الاساءة للوزير ، ولكن الوزير أصر أكثر من مرة على أن يعرض ما تم فى الايام السابقة لأنه تيقن بأن برنامج الاعلامى وائل الابراشى ليس لديه لا صور ولا فيديوهات عن الايام التى تلت الأربعاء الماضى ، وبذلك وضع البرنامج والمذيع فى حرج كبير.

وهذا ما نريد أن نسلط الضوء عليه .. هل لأن الاعلامى يملك الميكروفون والبرنامج والصوت الأعلى يسمح له بتشويه الصورة الحقيقية ؟؟؟؟ وهذا يصل بنا إلى أكثر من ذلك من يقوم على البرنامج انتاجيا وماهى الرسالة التى يريد أن ينقلها البرنامج ... الخ إلى أن نصل من المستفيد ؟ ولماذا ؟ ... اعتقد أن تلك الاستفهامات لابد وأن يكون لها إجابة عند معالى وزير الدولة للاعلام مثلا ؟ أو رئيس هيئة الاعلام ؟ أو رئيس الاتحاد ؟ أو نقابة العلاميين .. وكلمة اخيرة للجميع ... مصر بعد 2011 غير مصر الآن ولابد وأن يتفهم الجميع ذلك .