الأربعاء 24 أبريل 2024 06:39 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الدكتورة سلوى سليمان بدر تكتب : تأثير أزمة كورونا على الصحة النفسية للأطفال

الدكتورة سلوى سليمان بدر
الدكتورة سلوى سليمان بدر

ترك تفشي فيروس كورونا آثاراً نفسية بالغة الصعوبة , على الكبار والصغار على حد سواء , بسبب حالة الزعر التي أصابت العالم , على مستوى المجتمع والأسرة .

اذ لم تقتصر أضرار الجائحة العالمية على الآثار الجسدية المتمثلة بأعراض المرض المعروفة بل تؤثر ايضا على الحالة النفسية بسبب السلوكيات والتصرفات الخاطئة من قبل الكثيرين في التعامل مع الوباء .

وفي هذا السياق يوضح الخبراء أن حالة الذعر التي يمكن أن تحدث داخل الاسرة بسبب وباء كورونا قد يكون لها تأثيرات سلبية على الأطفال .

ويوصي الخبراء بتجنيب الأطفال المعلومات المغلوطة ورؤية المشاهد الصادمة وغير الملائمة المنتشرة على شبكة الانترنت .

فالاطفال هم الفئات الأكثر عرضة للتأثير بالخوف من فيروس كورونا  , وقد اشار الاطباء أن الحالة النفسية للأطفال يمكن ان تتأثر سلبياً بسبب الأمراض؛ حيث ثبت أن الأمراض المعدية التي تنتشر بسرعة وتنتقل من انسان لآخر تتسبب في مشاكل نفسية كالقلق لدى الأطفال أكثر من غيرهم فيمكن أن يتكون في ذهن الطفل قلق من أنه سيصاب بالمرض هو ومن حوله . وهنا يقع على عاتق الوالدين دور مهم في تخفيف قلق الطفل .

حيث ان الطفل  دائماً يتأثر بشخصية الأب والأم , ولكن يختلف الآباء والأمهات في هذا الشأن

فإذا كان الوالدان من النوع الهاديء المطمئن سيقومان بإيصال معلومات عن هذا الفيروس للطفل وكيفية الوقاية منه دون ترهيب أو بث الهلع في نفسة وهذه هي الطريقة الايجابية في بناء الوعي لدى الطفل .

أما إذا كان الوالدان يعيشون فى قلق وهستريا مبالغ فيها , فالطفل حينها يبحث عن سبب خوف ذوية , وقطعاَ يعلم أنه من هذا الفيروس , وبالتالي سينتقل الخوف لدية , ويكون حينها أعلى لأن ردة فعله أكثر , كما نجد ان الاهتمام الزائد حين إصابة الطفل بحالة الذعر يغذي خوفة أكثر , فهذه االطريقة خاطئة فى التعامل مع الطفل في ظل هذه الازمة , خاصة في الاطفال الذين لديهم استعداد وراثي لأمراض القلق , فقد يحدث له وسواس  قهري مبكر أو قد تحدث نوبات هلع.

في ظل أزمة وباء كورونا يصبح احتواء الطفل ومحاولة عدم بث الرعب والهلع في نفسيتة أمراً ضرورياَ....

لذا ينبغي أن يتم خلق أجواء للطفل ونشاطات مختلفة تشعره بالأمان , وان الامور ستسير على ما يرام ...

اضافة الى انه يجب على الآباء أن يخبروا أطفالهم انهم اتخذوا الاجراءات اللازمة وأنهم يقومون بحمايتهم ؛ لان الشعور بالامان مهم جداَ للاطفال في مثل هذه السن .

مع توضيح وشرح أسباب الحجر المنزلي أو الصحي  وإغلاق المدارس وتقلقل الزيارات العائلية المعتاده . بطريقة تناسب عمره - مهم جداَ اختيار اللغة المناسبة لشرح تفاصيل الازمة للاطفال حتى يستطيعوا الاستيعاب وبالتالي الاقتناع - هنا سيتم تفعيل وتعزيز المسؤلية المجتمعية , فيربط عدم ذهابه الى المدرسة بأنه حماية له ولأصدقائة .  

ايضا أخبرهم بأن بيئتهم في المدرسة والمنزل والمجتمع تسعى الى حمايتهم خاصة في مثل هذه الأزمات مع ضرورة منح الأطفال وقتاَ أطول لأنهم في وقت الأزمات يحتاجون منك اهتماماَ

أكثر ومناقشة كل ما يريدون معرفته حول الأزمة او أي شئ آخر .

  كذلك لاتصدر تعليقات سلبية حول الأزمة والتي ستشعر أطفالك بالقلق , ابتعد عن التوتر أو القاء اللوم على الآخرين أمامهم اذا شعرت بالهلع مع المحافظة قدر الامكان على روتين حياتك وبما يعزز من صحتهم البدنية  وحتمية توجيههم لتصبح النظافة عادة راسخة في سلوكهم

واخيراَ على المحيطين بالطفل نشر مشاعر الحب والطمأنينة بين الاطفال وليس مشاعر الخوف والذعر لان هذه المشاعر معدية , وبالتالي تنتقل من الابوين الى الاطفال مباشرة , وأن يكون التركيز على التدابير والاجراءات الواجب الالتزام بها لحماية أنفسهم والمحيطين بهم .

د. سلوى سليمان

مدرب معتمد مركز تعليم الكبار جامعة عين شمس