الجمعة 26 أبريل 2024 01:43 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى عادل عطية يكتب : منّحوتات، ومشاعر!

الكاتب الصحفى عادل عطية
الكاتب الصحفى عادل عطية

كم من منّحوتات في حياتنا الإنسانية!

منحوتات للإبداع، وتمجيداً للمعاني، التي يجب أن نراها أكثر وضوحاً!

وأخرى مثيرة للجدل، والغضب المقدس!

فهناك منحوتات تحكي عن روعة الفن وصدقه، كما فعل النّحات (جان لورينزو)، الذي عندما أراد أن ينحت تمثالاً متقناً، يرمز إلى رجل يتعذب بالنار، وضع رجله في لهيبها، ونظر إلى وجهه في المرآة؛ لدراسة تعابير الألم!

وهناك منّحوتات تعلمنا معنى الولاء، وأنه ينبغي علينا ألا ننسى أي أحد قد أحببناه، مثل التمثال البرونزي المشهود خارج محطة شيبويا باليابان للكلب (هاتشيكو) أو: (هاتشي)، تخليداً لهذا الكائن الوفي، الذي عندما مات قانيه الدكتور ایلزابورو يونو، الأستاذ في جامعة طوكيو، ظل يعود إلى محطة القطار كل يوم، وحتى لمدة تسع سنوات. وهو ينتظره!

وهناك منّحوتات تحكي كيف ينقذ الله خليفته بخليقته، ففي وسط مدينة صولت ليك الأمريكية، أقام سكانها، تمثالاً كبيراً لطائر (النورس البحري)؛ رمزاً وتقديراً لهذه الطيور التي انقضت، في الوقت المناسب، على حشود الجراد الأكلة والتي كادت أن تأتي على مزروعاتهم!

هناك منّحوتات مثل تمثال (الحرية)، وتمثال (سيدة العدالة)، كلما نظرنا إليهما، ينتابنا احساس خاص، يدفعنا، تكراره، إلى التساؤل: لماذا كلما جسّدنا الأشياء العظيمة في تماثيل منحوتة، نشعر بأنها تفقد حيويتها في ضميرنا. وفي المجتمع؟!

وهناك منحوتات كثيرة، نصنعها صنماً لأنفسنا، ونطلق عليها مثل هذه المسميات: الحظ، والتفاؤل والتشاؤم. والأثرة!

وقد تكون مجرد خيالات، نُجسّدها ونشكّلها، في فكرة خاطئة وسيئة عن الآخرين، نقيمها في وسط عقلنا، وبسببها نعذبهم، ونرهبهم، ونقتلهم!

لنتأمل منّحوتاتنا، ونتخذ القرار الذي يليق بإنسانيتنا. فليس من الصعب علينا أن نجعلها تعبيراً عن تقديرنا للجمال، والعبرة. واحترامنا للايمان والناس!