الخميس 25 أبريل 2024 11:37 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شيماء فريد تكتب : أبحث عنك داخل نفسك

شيماء فريد
شيماء فريد

كن قويا من قويا من أجل نفسك أو من أجل شخص آخر علق أمله فيك.. إن لم يكن لديك هدفا تحيا من أجله فليكن لديك هدفا تموت من أجله.....
السعاده لا تأتى لأحد على طبق من فضة ولكن علينا أن نبحث عنها.. ابحث عن الأمور التى تحقق لك السعادة واسمح لنفسك بالتحليق إلى عنان السماء حتى إن كانت قدماك على الأرض.... المتفائل والمتشائم إثنان نظرا إلى المستقبل أحدهما نظر اليه بإيجابية مستشعر كرم ربه و طلب العون من والمتشائم نظر إلى العقبات والتحديات والكوارث التي ربما كان جزء كبير منها من صنع أفكاره بسوداويته وإنهزاميته فظهر من خلال ذلك الفارق الكبير بين الشخصيتين وكذلك الفارق الكبير في إيمانيات وروحانيات ومدركات الفردين فكما دعانا سيد الخلق الى التفاؤل حيث قال تفائلوا بالخير تجدوه لم يكن ابدا عبوثا ولا فظا ولا متشائم فقد حقق الكثير من الإنجازات والإنتصارات رغم قله العده والعتاد فقط لصدق توكله على رب العباد..
من المحال أن نحيا في الدنيا دون جرح حتى لو من أقرب شخص احببناه الجميع ليس مثاليين ونحن مازلنا في الدنيا وليس في الجنه و من المحال الحياه في الدنيا دون مشاكل وعقبات ولكن ردود افعالنا تتباين تجاه الموقف الواحد وعلينا أن نتقبل اخطاء الآخرين وان نسامح اذا سنحت الفرصه لكن اذا لم نقدر على ذلك فمفترق الطرق واجب حتمي...
علينا أن ندرك أن السعاده تبدأ من الداخل وليست بالمعطيات المحيطه وإلا ما الذي يجعل بعض الاثرياء ينتحر لأنه لا يشعر بالسعاده رغم توافر أركانها الماديه ولكن غاب الركن المعنوي وهو الرضا لديهم وهو قيمه عظيمه الفائدة فالرضا بما قسمه الله لنا عباده قلبيه لها أبلغ الأثر في حياه الفرد... السعاده لا ترتبط بالمال فنجد الفقير أسعد من الغني في بعض الأحيان ولا ترتبط بالجاه تجد الضعيف أسعد من ذي سلطان والجاه في بعض الأحيان... السعيد بحق لا يربط سعادته بأحد وإلا سيكون ربط سعادته بمزاجيه و هوائيه ورحمه الآخرون فأنا سعيد لو حظيت بتأيد العالم وسعيد لو تعرضت لمعارضه العالم فالإثنان عندي سواء وذلك هو النضج الفكري...
آمن بذاتك آمن بقدراتك تقبل نفسك بعيوبها ونقائصها واعمل جاهدا لتحسين أحوالك و أوضاعك تفاعل مع احزانك ومشاعرك إعطى نفسك الوقت لتحزن ولا تكبت مشاعرك حاول تقبلها والترويح عن نفسك لتخرج تلك المشاعر الحزينه من داخلك بدلا من مقاومتها ورفضها وكبتها حتى لا تصل الى درجه من درجات الإكتئاب والأمراض النفسيه والروحيه والعقد النفسيه التي تنشأ من تتوالى الأحداث والصدمات عند اهمال التشافي منها ومن اثارها السيئه .... لا يوجد انسان كامل على وجه الأرض.. اسوء ما يعاني منه الكثيرون هو جلد الذات والغوص في أخطاء الماضي خذ منها العبره والعهد أن لا تكررها وضعها تمر كما مره الأيام والسنوات....
الكثير منا يكره التجارب المؤلمه لكن في الواقع التجارب تعلمنا منها دروس لن ننساها فالنجاح والتطوير الذاتي يأتيان مترافقين معا بغض النظر عن مدى الحزن الذي يملا القلوب لابد ان نظل شاكرين لأن قلوبنا ما زالت على قيد الحياه أشعر بالإمتنان و جزيل الشكر إلى جميع الأشخاص الذين اثروا في حياتى سواء بالسلب او الإيحاب لأنهم بالتاكيد اعطونى دروس قيمه.... كل منا بداخله طفل صغير لكنه تألم كثيرا من نكبات الحياه وعلينا ان ندلله ونخفف عنه قليلا... لا تتمحور حول نفسك انظروا الى قصص الآخرين عبر التاريخ لنأخذ منهما العبره والعظه وربما نأخذ منهم خبراتهم في حل المشاكل والصعوبات التي واجهتهم وايضا مواطن القوه والجمال في أفعالهم إن التسرع والإندفاع فى الحكم على الآخرين قد وقعنا فيه كثيرا ولكن علينا ألا نحكم عليهم قبل ان نتعرف عليهم عن قرب تسرعنا علي في الحكم على الكثيرون ولكن عندما عرفناهم عن قرب وجدناهم يفتقدون الطيبه والفضيله والتعاطف مع الاخرين علينا ان اخذ الوقت الكافي لمعرفه الناس على حقيقتهم فالأفعال أبلغ من الأقوال وتؤكد الدراسات التربويه أن الأطفال يتعلمون من الوالدين بالمحاكاه اكثر من الدروس والنصائح الشفهية اليوميه المتكرره فالأب والأم قدوه للابناء من خلال أفعالهم.... علينا ان نكون صريحين مع أنفسنا متصالحين معها معترفين بعيوبنا الداخليه ونقاط الضعف فينا علينا ان ندرك أهميتها فتلك هي نقطه البدايه لتحقيق التغيير وهذه هي الفرصه الثمينه لتصحيح العيوب وتصحيح المسار...
ان الاعتراف بالمشاكل وبدايه ادراكها عن حقيقتها وتحديد ابعادها وعواقبها في المستقبل اذا تم تركها على علتها دون ان نتطرق لها هي بدايه حقيقيه لمواجهه الكوارث في الحياه... فليس معنى اننا لا نستطيع ان نرى الملائكه والجن والشياطين انها ليست موجوده بل المشكله تكمن في إدراكنا لها لكن الحقيقه أن وجودهم قائم يجب علينا تحديد المشكله لا أن نتجاهلها فالإعتراف بها أول الطريق وليس المعانده والمكابرة التي هي من سمات الانسان علينا ان نكتب قائمه بأهم المشاكل الموجوده في حياتنا و أعاده ترتيب أولوياتنا والطرق الممكنه لحل هذه المشاكل... المواجهه هي بدايه الطريق وعلى الجانب الاخر من المهم جدا الإستشفاء النفسي علينا جاهدا ان نحاول تحقيقه فقد مررنا بأيام جيده وأخرى سيئه البعض لديه صدمات عاطفيه او مشاكل بالصحه العقليه او بعض المخاوف والهواجس من المستقبل لاسيما ما تمر به البلاد من أزمات راهنه اقتصاديه وصحيه اوغيرها مرتبطه بالكرورونا مثلا علينا ان نسأل أنفسنا ما الصدمات التي نحاول الشفاء منها؟ ما المشكلات التي نعمل على التغلب عليها؟ تواصل مع أحد الخبراء او الحكماء او المختصين لمساعدتك قبل أن تصل لمرحله الإنهيار.. بعض الأشخاص يتهمونا بالقسوه والتغيير معهم فقط لأننا توقفنا عن التنازلات التي أرهقتنا... ليكن لديك أهداف وقائمه احلام تسعى في تحقيقها ليكن لديك معايير من سيبقى معك ومن يجب أن يخرج من حياتك.... التجارب والأحداث تعطينيا معايير أكثر دقه فى إنتقاء الأشخاص وفي النهايه يجب علينا أن نهتم بأنفسنا لأن لا أحد سيهتم بنا اكثر من أنفسنا.... دمتم سالمين ولا أراكم الله مكروها أبدا....