السبت 20 أبريل 2024 08:19 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

خارج الحدود

رصد تسونامي على كوكب الزهرة ظلت مختبئة 35 عامًا

كوكب الزهرة
كوكب الزهرة

رصد العلماء سحابة عملاقة من الغاز السام تتدفق عبر كوكب الزهرة في حدث لم يسبق له مثيل في النظام الشمسي.

وتتحرك السحابة على مستوى الكوكب بسرعة 200 ميل في الساعة (320 كم الساعة) عبر الغلاف الجوي العلوي لكوكب الزهرة، وكانت مختبئة في مرمى البصر لمدة 35 عاما.

ووصف علماء الفريق الدولي الذي اكتشف السحابة بأنها "اضطراب جوي"، يمتد لمسافة 4660 ميلا (7500 كم)، وهذا يمثل نحو 61 ألف ملعب كرة قدم.

يُعتقد أن كوكب الزهرة كان في يوم من الأيام عالما صالحا للسكن يشبه إلى حد كبير الأرض، ولكنه الآن معاد للحياة.

وأدى تفشي ظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن دوامات سحب حامض الكبريتيك إلى ارتفاع درجة حرارة سطحه إلى 465 درجة مئوية (869 فهرنهايت)، وهي ساخنة بدرجة كافية لإذابة الرصاص.

ومن المعروف، أن الغلاف الجوي الملبد بالغيوم والرياح العاتية لكوكب الزهرة يخلق موجات ضخمة من الغاز، ولكن لا شيء يشبه السحابة العملاقة المكتشفة حديثا.

واكتشف العلماء الشذوذ الغريب بعد دراسة صور الأشعة تحت الحمراء التي التقطتها مركبة كوكب الزهرة اليابانية "أكاتسوكي" بين عامي 2016 و2018.

ويقع جدار السحابة الحمضية (انخفاض كبير للسحابة ينشأ تحت القاعدة المحيطة بسحابة ركامية والتي تتشكل منها الأعاصير احيانا عاصفة رعدية) على ارتفاع 31 ميلا (50 كم) فوق سطح كوكب الزهرة، ويجتاح الكوكب كل خمسة أيام، وبفعل ذلك منذ عام 1983 على الأقل.

وهذه ظاهرة لم تتم رؤيتها في أي مكان آخر في النظام الشمسي، لأنها الأولى من نوعها التي يتم رصدها على ارتفاعات منخفضة.

ويعتقد فريق البحث، بقيادة وكالة الفضاء اليابانية Jaxa، أن موجة الغاز قد تساعد في حل الألغاز المحيطة بتأثير الاحتباس الحراري الغامض لكوكب الزهرة، وقد تساعد الخبراء على فهم كيفية اتصال سطح الكوكب بجوه المضطرب.

وقال الدكتور خافيير بيرالتا العالم في وكالة Jaxa: "بما أن الشذوذ لا يمكن ملاحظته في الصور فوق البنفسجية التي تستشعر قمة الغيوم على ارتفاع حوالي 70 كيلومترا، فإن تأكيد طبيعته الموجية له ​​أهمية حاسمة".

وأضاف: "وجدنا أخيرا موجة تنقل الزخم والطاقة من الغلاف الجوي العميق وتتبدد قبل وصولها إلى قمة الغيوم. وبالتالي، فإنها ستودع الزخم على وجه التحديد عند المستوى الذي نلاحظ فيه أسرع رياح في العالم، ما يسمى بالدوران الفائق في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، والذي ظلت آلياته لغزا منذ فترة طويلة."

ولا يزال العلماء لا يعرفون الآليات المسؤولة عن الموجة السحابية. وما تزال الملاحظات جارية في محاولة لإلقاء مزيد من الضوء على هذه الظاهرة الغامضة.