الجمعة 19 أبريل 2024 01:27 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

تحت الحزام

عبدالنبى عبدالستار يكتب : سخطوا رغيف الغلابة ياريس

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار

أكثر ما يحزننى فى مصر الآن، أن معظم الناس لم تعد تفعّل العقل ولو قليلًا، فقدت القدرة على منطقة الأمور، وحيادية الشعور،لا تعرف من قاموس اللغة سوى مع أو ضد، أبيض أو أسود، صادرت كل الألوان.
وربما هذا دفع الناس للاندهاش من انتقادى احيانا للرئيس عبدالفتاح السيسي رغم أننى كنت مؤمنًا به إيمانى بنفسى، كنت أول من دشن حملة شعبية للضغط عليه ليخوض انتخابات الرئاسة، أول من وصفه بأنه منحة السماء للمصريين، أول من جاب البلاد شمالًا ويمينًا، غربًا وشرقًا للترويج له.
نعم يا سادة، أنا "سيساوى" حتى النخاع، كنت ومازلت أعشق السيسي ولكن هذا لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يدفعنى للتعامل معه على أنه لا يُخطيء أو أنه فى مصاف الآلهة، أو أنه نبي معصوم من الخطأ.
وعندما اجد الناس فى بلدى، يصرخون، يئنون، يتوجعون من بعض القرارات أو الممارسات أو المواقف الحكومية مثل خفض او (سخط) رغيف الخبز إلى 90 جراما ، وأشعر أن الناس عاجزون عن تحمل كل هذه المعاناة ليعيشوا الحد الأدنى من الحياة، قررت بمحض إرادتى، أن أكون صوتًا للغلابة الذين لا يجيدون من يحنوا عليهم، من يرحمهم، من يشعر بهم، قررت أن أترجم عشقى للسيسى من خلال مواجهته بالواقع المرير للمصريين، لعل وعسى تكون هناك طبقة عازلة بينه وبين شعبه.
ومن يعرفنى جيدًا يدرك أننى لم ولن أكون فى يوم ما فى خندق الحاكم، دائمًا أختار خندق الشارع، خندق البسطاء، لم ولن أكون يومًا ما من حملة المباخر أو المطبلاتية، أو لاعقى الأحذية.
يا سادة.. "السيسي" بشر وليس إلهاً، على كل من يحب هذا الوطن أن يقول له: الناس مش مبسوطة ياريس، الناس مش زى الفل، والواقع مؤلم ومرير..

وحسبنا الله ونعم الوكيل