السبت 20 أبريل 2024 03:49 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوي يكتب : ذكريات صحفي في الارياف

الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوي
الكاتب الصحفى أرمنيوس المنياوي

تطور الحياة مذهل ..أتذكر عندما كنت تلميذا في المرحلة الإبتدائية في قرية ريدة التابعة لمركز المنيا في حقبة السبعينات من القرن الماضي وكنا في سنوات التعليم الأولي من المرحلة الإبتدائية كنا ننظر بأنبهار شديد لمن وصل منهم للصف السادس الإبتدائي وكنا نقول القبول أي المرحلة النهائية من التعليم الإبتدائي، وكان فصلا واحدا لكل مرحلة سنية في تلك المرحلة لم نكن نعرف بعد خامسة أول أو سادسة تاني،،وكنا نعرف بعضنا كلنا ونذهب للمدرسة يوميا وكان سعيد الحظ من يكون في الفترة الصباحية والتي تبدأ من الساعة السابعة صباحا حيث طابور المدرسة وتبدأ الحصة الأولي من الساعة الثامنة والربع وتنتهي الساعة التاسعة من خلال جرس يعلن إنتهاء الحصة الأولي ويتبادل المدرسون الفصول،،ولم يكن غياب المدرس أو التلميذ واردا إلا في الضرورة القصوى وكان أسعد يوما لنا هو يوم الخميس عشان ثاني يوم سيكون الجمعة الاجازة نسمع فيها المباريات والتي كانت تقام في بوم الجمعة فقط في الغالب وكان في قريتنا عدد أثنين تليفزيون أبيض وأسود طبعا أحدهما عند الحاج عبد الرحمن سعيد وكان يطلق عليه القاضي وكان يعمل مأذونا للبلد رحمة الله عليه والتليفزيون الآخر كان عند الحاج سيد أحمد نصر وكان رحمة الله عليه من رجال التعليم في المرحلة الإبتدائية، وكانت تلك الأجهزة تعمل من خلال بطارية لأن الكهرباء لما تكن قد دخلت بعد الي القري، وكانت الناس قريبا جدا من بعضها البعض ويتعايشون سعداء بأقل القليل، وكنا نمشي سيرا على الاقدام الي المدرسة على الترعة والتي كانت تشق القرية نصفين شرقا وغربا، وكنا أثناء سيرنا على الترعة في ذهابنا للمدرسة حيث كانت تدور طواحين حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣، كان أولياء أمورنا ينبهون علينا بعدم أخذ حاجة من الأرض قد تكون أقلام ابانوس أو قلم بأستيكة أو برجل لأن إسرائيل كما كانوا يرددون علينا كانت تدفع بطائراتها تحوم في السماء المصرية وتلقي بتلك الأدوات المدرسية وهي قنابل في شكل أدوات وكنا نسمع الكلام وكنا كتلاميذ نعرف بعضنا البعض بشكل قوي جدا لضألة عدد من يلتحقون بالتعليم في ذلك الوقت وكان المدرسون ذات هيبة وكنا ننظر إليهم كأنهم رسلا ويا سعادة من يبتسم له المدرس أو أن يطلب من الفصل أن يصفق له وكان الأستاذ ابو العيون يدرس لنا العلوم والحساب وكانت الاستاذة نبيلة من مدينة المنيا كانت تدرس لنا بدءات القراءة والحساب وكانت شديدة القسوة يا ويله من لا يعرف يكتب رقم ٢ أو سوسن ونصر وهي مادة اللغة العربية كانت عبارة عن كتاب سوسن ..نصر
ومن منا لا يتذكر الناظر الحاج عبد الباقي وهو من القرية وكان رجلا شديد الجلالة في مظهره وقوة شخصيته، وكان حريصا على إرتداء البدلة كاملة رغم أنه ابن القرية ومنزله لا يبعد عن المدرسة أكثر من ٧٥٠ مترا لكن كان رجلا يحتسي بالنظام وكان يشار له بالبنان .حواديث رائعة في الطريق هل تحبوا نكمل في تلك الأدبيات والسيرة القروية أيام زمان ولا فيها ملل ..لم اجب بعد عن حركة تطوير الحياة في مصر بدءا من القري ..يمكن القول كما أردت انني سأسرد ذلك من قبيل ذكريات صحفي في الارياف وقدأختصيت بها موقع الجارديان لنشرها كل يوم أحد ..وللحديث بقية