الجمعة 29 مارس 2024 06:40 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

ابراهيم السيد كامل يكتب : أحتاج إلى أبجدية

الكاتب الكبير ابراهيم السيد كامل
الكاتب الكبير ابراهيم السيد كامل

أحتاج إلى أبجدية....
جديدة لا تتوقف عن الخفقان
أحتاج إلى كلمات تتراقص بين الاضطراب والأمان
أحتاج إلى أجوبة تصافحني حين أصفعها بأسئلتي الباردة
أحتاج إلى أضلاع لم تنخرها العزلة ولم تعتزلني ؟!
أحتاج إلى دفء يربت على وجعي ولا يحرقني ولا يشويني ؟!
أحتاج لكِ أنتِ ..
.. هاوية أسقط فيها بكل حبّ
وأقع فيها بكل خبث
دون وجود صندوق أسود
يفضح آخر لحظاتي معكِ حين أحتجتكِ ..؟!

أحتاج إلى...
أشواق أطرزّها من أهداب النساء النائمات...
إلى كلمات أستعيرها من الشفاه الخرساء التي تجمدت من الصمت..
إلى ألحان أسرقها من أصابع بتهوفن..
والى مسافات أطول من شعر نزار..
إلى كبرياء عنترة..
وغزل ابن زيدون...
وجمال ليلى ...
وقهوة درويش ..
وشعر مطر
إلى معاني الجاحظ...
وبحور الفراهيدي...
وثمالة أبي نواس..
وبصمات محفوظ..
إلى مكر نساء يوسف..
وجموح شجرة الدرّ..
وساحرة سندريلا..
وبلقيس سليمان ..
إلى لعنة كليوباترا..
ومحارة فينوس..
وسماوات عشتار..
وقبر أخرس يشبه قبر تاج محلّ..
إلى وطن غير قابلّ للصبّ في كؤوس المصلحة..
وأرض خصبّة غير صالحة لزراعة البشر ..؟!
أحتاج إلى صوتكِ ..
الذي يأتيني بنكهة الأرق والغرق والمطحون بطواحين القلق...
أحتاج إلى همسكِ..
يربكني يزلزلني يوجعني ..
يجعلني أغنية عصيّة عن التلحين...
أحتاج إلى قلبكِ ..
كي أتمكن من عبور الوقت دون أن تلدغني عقارب الساعات...
أحتاج إلى نبضكِ ..
فضاء أعيش الطربّ فيه والثمالة وأرقص على إيقاعه مثل الدراويش
أحتاج إلى حضنكِ ..
فلا يجبرني الشتاء على التحاف وسادتي التي تعجّ بأحلامي الباردة...
أحتاج إلى حضوركِ ..
بوصلة تعطيني الجهات التي تآمرت على خطوتي
والجهات التي على وشك أن تفعل هذا …؟!
أحتاجكِ أنتِ ..
حدّ الاشتياق ..
حدّ الاختناق..
حدّ الرحيل ..
حدّ المستحيل
حدّ الكذب ..
حدّ الصدق..
حدّ البكاء ..
حدّ الضحك
حدّ الليالي التي خلعتني كقميص يوسف
ورمته على قلبي..
فلم أعد من بعدكِ بصيراً ؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا
ألا إن نصر الله قريب جدا إن شاء الله
رحم الله شهدائنا ونصر جنودنا
فمن لم يحمل هم الوطن فهو هم علي الوطن
ولنتذكر دائما مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه
وما دمنا على الحق المبين فإنا اإن شاء الله المنتصرون
حفظ الله مــصــر شعباً و جيشاً و ترابا وقادة مخلصين