الشاعر والأديب الكبير سعدنى السلامونى يكتب : عاجل

استيقظت صباحا
فوجدت نفسى ممثل عالمى. وأعيش بأكثر من وجه .كل وجه يرتدى قناع.وأضعت كل ما أملك من عمرى فى التمثيل على الأخرين بهذه الأقنعة
ظننت أنه كابوس من مئات الكوابيس التى تصيبنا أثناء النوم
أرسلت أصابعى لتتحسس جسدى حتى تكتشف الحقيقة وأخرج من هذا الكابوس خاصة أن وجهى ليس وجهى ولا جسدى هو جسدى؟؟
أنا لست أنا ولكن كيف أكون ممثل وأنا صادق مع البشرية مع نفسى ومع الأخرين كيف هذا .وأنا صاحب تاريخ فى هذا ؟؟
راحت أصابع يدى بارتباك تتحسس جسدى. جسدى شعر بأصابع يدى الباردة وأصابعى تتحسس جسدى. وهذا يدل على انها الحقيقة وليس كابوس كما أظن
ألقيت بجسدى تحت الدش. وخرجت من الدش على المرأه اذ أجد نفسى ممثل وانا لست انا
فتحت التلفاز فى دهشة وانا استغفر الله
واقلب فى كل القنوات
فوجدت كل من على الشاشة يمثل. افلام ومسلسلات حتى رموز مصر والوطن العربى والشرق الأوسط أصدقاء عمرى يمثلون فى البرامج.أمام المذيعات
وليس فيهم واحد حقيقى .أى واحد فقط لم يمثل
حمدت الله وقلت لست وحدى

توجهت الى البلكونه ونظرت نظرة بطول وعرض الشارع. فوجدت كل الناس تمثل وليس فيهم إنسان حقيقى إلا
الأطفال
وكبار السن
والمرضى النفسيين
والمجاذيب
حتى المتسولين يمثلون,
الكل يمثل
جلست فى البلكونة وأنا أتابع حياتى كشريط سينمائى لقطة بعد لقطة فوجدت الكارثة وهى أننى أضعت عمرى كله فى التمثيل
احتلنى اليأس من كل اتجاه
نظرت الى السماء وانا اقول كيف هذا يا الله كيف...؟؟
ردت نفسى المطمئنة بوداعة وحنان انثى وهى تقول .بهدوء.. !!!
انت ممثل محترف
قلت كيف؟؟
قالت أنت مع زوجتك بشخصية؟ ومع عشيقتك بشخصية؟ ومع اصدقائك بشخصية؟
وعلى شاشة التليفزيون بشخصية؟؟
أى عايش بأكثرمن قناع مثلك مثل كل الناس
و هذا يدل على أن كل الناس مرضى بمرض يسمى فصاميات فى الشخصية وليس فصام
أنظمة العالم تمثل على الشعوب , والشعوب تمثل على الأنظمة
الزوج يمثل على الزوجة والزوجة تمثل على الزوج
والأثنين يمثلان على الأبناء
والجيران يمثلون على الجيران؟؟ الكل يمثل و يكذب على الكل
قلت ومن أين جاء هذا المرض اللعين ليصيب البشرية جمعاء
قالت
حين أبتعدت البشرية عن الله عز وجل واستعانت باله بديل
وهو السوشيال ميديا من شبكات التواصل الاجتماعى فيس بوك لتويتر لواتساب
وعشقتوا هذا الاله التكنولوجى ووقفتم امامه عرايا بأرواحكم
و منحتموه كل أسرار حياتكم من تفاصيل جسدية تصل للخيانة الى أدق أدق التفاصيل الحياتية
فهو أستولى على أسرار البشرية جمعاء وسؤالى لك الآن وللبشرية.
ماذا تفعل البشرية مع هذا الاله التكنولوجى الذى طرح كل الرسائل من رسائل خاصة وحولها
الى رسائل عامة.يطلع عليها كل الناس
سوف تتعرى البشرية جمعاء
والكل يكتشف خيانة الكل وكل بيوت الشرق الأوسط سوف تخرب ,من طلاق الى انفصال. الزوجة سوف تنفصل عن الزوج لأنه خاين والعكس والشاب ينفصل عن الفتاه والعكس
وتنتشر جرائم قتل فى تاريخ البشرية لم تحدث من قبل
وسوف نكتشف أن معظم من فى البشرية يعمل ما بين مرشد ومخبر على البشرية
لأن الكل يمثل
فالإنسان مثل على الناس وعلى نفسه وحين لم يجد احدا ليمثل عليه راح يمثل على خالقه عز وجل
أى أمام الله فى المسجد او الكنيسة او المعبد منكسر.ذليل وديع وصافى
هادىء ووديع
ومع الناس كاد ان يكون مجرم
طارت قبضة يدى على جبينى لتسجل له ضربه قوية حتى افيق وانا اقول
والحل انقذينى وانقذى البشرية يا نفسى بالحل. كفى تكسير أعصاب.هل اواجه البشرية بتمثيلها لن يصدق احد أنه اكبر ممثل وسوف يطيحون بى وبحياتى
الحل أرجوك كدت أجن الحل؟؟
نظرت لى نظرة المطمئنة الواثقة ثقة كونية وقالت
ليس هناك إلا حل واحد لمعالجة البشرية جمعاء فى أسرع وقت
قلت فى أدب الفلاحين وخبثهم.حيث أننى تربية ريفية
الحل؟؟
قالت هو اللجوء الى الله. أن تفر البشرية الى الله
رب السموات والأرض .رب كل الأديان رب الإنسانية
اللجوء الى الله
اللجوء الى الله
هو العلاج الوحيد.