خالد درة يكتب : بالعقل اقول ...( الليلة الأخيرة )

حين تفقد أحدهم في أول ليلة تستطيع الأكل والنوم جيداً ،
لربما تستيقظ بين الحين والآخر وأنت في صدمة!
في الليلة الثانية ستأكل قليلاً ولكن حين تبتلع الأكل ستشعر بـغصه.. ستنام لكي تنسي،
في الليلة الثالثة ستتذكر الوعود التي قطعتموها معا وتشاهد صوره وبينما أنت تائه في هوجتك ستتساءل لما كل هذا!،
في الليلة الرابعة ستراقب أخر ظهور له وتحن لما مضي،
في الليلة الخامسة ستستمع إلي أغنية أهداك إياها وتبكي حنينا،
في الليلة السادسة ستحن إلي سماع صوته، ستحن إلي أن تغفو علي أنفاسه وإلي كل الأحاديث التي مضت وكلمة كن بخير نام جيداً وأحبك،
في الليلة السابعة ستبكي من شدة الإشتياق له ، ستشعر بأن بداخلك طعنات سكين،
في الليلة الثامنة قد أصبحت منعزل عن العالم بأسْرِه
لا تريد سوا البقاء وحدك ،
في الليلة التاسعة ستدرك أنه واقع لابد أن يحدث وقد حدث!
ستعيش لأجل نفسك دون إهتمام أحدهم سيكون شيئا مؤلما ولكن لا بأس،
في الليلة العاشرة والأخيرة ستنام وتغفوا تاركاً عمرك لحبيبك وعندما تنتهي هذه الليالي ،ستعود للعالم دون قلب وسيبقي الألم مدي الحياة لكن ستعتاد الامر ....وستشعر أن ليس بالإمكان أفضل مما كان وكل شئ حتماً ولابد إلى زوال وأن حياة الإنسان بدايتها فكرة وأخرها يكون فيها ذكرى ..
فالإشتياق للموتى والمفقودين وجع لا يهدأ ولا ينتهى .