الخميس 25 أبريل 2024 01:25 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الأديبة راوية المصرى تكتب من السويد : للطفولة حق علينا

الأديبة راوية المصرى
الأديبة راوية المصرى

الطفولة كأركان للبنيان المشيد ان متنت تماسك البنيان وصمد في وجه كل أنواع المصاعب والتحديات وان ساءت تهدم البنيان سريعا وسبب مشاكل جسدية ونفسية تنتقل من جيل الى اخر. فكلما احسنت تربية طفلك كلما نشأ قويا ومتماسكا ولديه شخصية واعية وجريئة ومحببة
مراحل الطفولة الصالحة تعني السلام الذي ينادي به العالم الطفولة براءة ونقاء طمأنينة وكل معاني الوفاء والحب والدفء .

: تعرف الطفولة على انها المرحلة العمرية التي يعيشها النسان قبل ان تكدرها الحياة بشوائبها ولكن عند التحدث عن عمالة الأطفال يختلف الامر,
تشير التقديرات ان حوالي 150 مليون طفل في الدول النامية تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عام يجبرون على العمل لمساعدة اسرهم وان هناك 215 مليون طفل دون سن 18 عام ينخرطون في عمالة الأطفال ويعملون دوام كامل في جميع انحاء العالم.
تعرف ظاهرة عمالة الأطفال بأنها تضر بنمو الأطفال العقلي والجسدي وتحرمهم من طفولتهم وتمس بكرامتهم وامكانياتهم وخاصة عندما يعاملوا على انهم الأضعف والاستهتار بمشاعرهم والكلام المسيء الذين يتعرضون الية طيلة الدوام والاعمال الخطيرة التي تتعلق بسلامتهم وبحالتهم النفسية والمعنوية.
اما الأطفال الذين يستغلون في المنازل هم الفئة الأكثر ضعفا فغالبا هؤلاء الأطفال يتعرضون للاستغلال العاطفي والنفسي والجسدي وطبعا لا توجد احصائيات رسمية لفترة دوام العمل المنزلي المجاني ربما يعملون 15 ساعة يوميا بين تلبية طلبات واجبار واذلال .
يعد اطفال الشوارع من اكثر اشكال عمالة الأطفال انتشارا بعدة مجالات تمسيح احذية وبيع السلع وتنظيف زجاج السيارات وإصلاح الاطارات وفي الافران ومتاجر الأغذية وتوصيل جرر الغاز ربما على طوابق عالية على اجسام نحيلة لا حول لها ولا قوة. والأنشطة غير المشروعة كالجرائم واتجار المخدرات ووو ومن المعروف تعرض الأطفال في الشوارع لشتى أنواع التحرش والعنف .
هكذا أجيال ماذا تتوقعون ان يكونوا في المستقبل هؤلاء الذين تعرضت طفولتهم لشتى أنواع القذارة والظلم والاستغلال من الطبيعي ان يتحولوا بالدرجة الأولى الى مجرمين بالإضافة الى اصابتهم بالاكتئاب وعدم تعليمهم في المدارس وتطورهم ليكونوا جزء من مجتمع ناجح ومتطور . يلغى دورهم اجتماعيا ويصبحون عالة على المجتمع بأكمله ويكثر الفساد في المجتمع الذين يعيشون فيه وينتشر الجهل والتخلف على جميع المستويات ويصبحون كالببغاء يرددون ما يسمعون فقط لانهم غير قادرين ان يطوروا انفسهم بسبب عدم القراءة والكتابة وتمييزهم بين الصح والخطأ بين الظالم والجيد بين الفاسد والنزيه ويصبح وجودهم في الحياة بلا قيمة.
عادة هذه الظاهرة مسؤولية الدول ولكن عندما تكون الدول فاسدة وتعمل على تجهيل الأجيال عمدا لكي يبقون تحت اجنحتهم وتحت الطلب عندما يكونوا افرقاء السياسة غير متفقين على سرقة الحصص يهددون بالشارع وكل فريق منهم يقوم بألقاء كلمته المؤثرة وغالبا ما تكون دينية لتهييج الشارع فيهجمون دون تفكير ولا يسمعون الا ما قاله رب الأرض الذي يعبدون وهكذا تتحول البلاد الى ساحة حرب ولا يسلم منها الا ذوي العقول المفكرة والناضجة.
فهنا يجب ان نستنتج ان التجهيل معتمد في العالم الثالث ليبقى كل راعي مسؤول عن رعيته ولا ضرورة للتفكير هم يفكرون عنك .
اذا نستطيع القول ان اغلب الدول النامية لا تفكر بالشعب وهمهم الوحيد المحافظة على عروشهم على حساب الفقراء فهنا يجب علينا ان نكون اكثر وعيا وادراكا بمستقبل أطفالنا ونخطو خطوة بعض الدول بتحديد النسل.
يعاني العالم من ازمة سكانية كثيفة والخاسرون الوحيدون هم الأطفال الذين يولدون ببيوت لا يوجد عندها ثقافة التفكير بمستقبل الطفل ويرددون مقولة بيولد ويتجي رزقتوا معو لا ادري كيف ركبوا في عقولهم ان حين ولادة الجنين يأتي رزقه ربما رب العالمين قد ينزل الهدية المالية او ماذا اذ كان الاب موظف ويحصل على الحد الادنى ولديه عشرة أطفال, فهذا طبعا تفكير غير منطقي ومن غير المعقول ان نضل اللوم على الله عز وجل ونتساءل لماذا لم قدم الهدية لولي العهد الجديد.
عندما نتكلم عن تحديد النسل هذا لا يعني اننا نقصد فقط الفقراء انما الأغنياء أيضا بكثير من الأحيان أولاد الأغنياء ينتحرون او ينحرفون نحو الإدمان لانهم حصلوا على كل شيء ما عدا الاهتمام والحنان لان الاهل مشغولون بتجميع المال ظنا منهم انهم يأمنون مستقبل زاهد لأولادهم وعدم افساح المجال للتفكير في المستقبل لأنه حاصل على كل شيء دون تعب.
ابناء الفقراء يتعرضون لنفس الشيء ولكن بغير أسباب عندما الفقير ينجب الكثير من الأطفال ولم يعد قادر على الاهتمام ولا مراقبة تصرفاتهم لأنه مجبر ان يعمل ليل نهار لتلبية قوتهم فقط وعندما يصبح الطفل بعمر من 6 سنين وما فوق يقال له انت لم تفلح في المدرسة يجب ان تعمل لتساعد والدك . وهكذا دواليك هذا الولد يعيد نفس التجربة مع أولاده .
اذا فكرنا قليلا نستنتج ان تحديد النسل يخلق أجيال واعية ومثقفة ونتجنب الانفجار الديمغرافي المنتظر.
واذا اعتمدنا على النوعية وليس الكمية لان أيام العزوة والعشيرة والغزوات انتهى والان عصر العلم والمعرفة وان انجب طفل واحد او اثنين واعتني بهم ويصبحوا ذو مركز او مهنة مرموقة خير من عشرة أطفال متشردين يبحثون عن قوت يومهم في الشوارع
مع احترامي لجميع أطفال العالم الذي وضعوا في خانة عمالة الأطفال الذين أتوا الى هذه الدنيا نتيجة غرائز حيوانية من اب جاهل وام غبية .
كل انسان لديه عقل ويفكر يجب عليه قبل فكرة الزواج يفكر بمستقبل الطفل الذي سيولد بعد فترة من زواجه وهذا ينطبق على الرجل والمرأة الاهل الاذكياء لا ينتظرون الدول لتعمم قوانين صارمة لتحديد النسل وتوزع حبوب منع الحمل .
ارحموا الطفولة