الأربعاء 24 أبريل 2024 12:08 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتورة سلوى سليمان تكتب : فن بناء العلاقات مع الآخرين

دكتورة سلوى سليمان
دكتورة سلوى سليمان

يعد التواصل الجيد مع الآخرين من أهم فنون التعامل في الحياة، لكن في الحقيقة لا يتقنه الكثيرون رغم بالغ أهميته لكل إنسان وللمجتمع بصفة عامة، فقد خُلقنا على شكل شعوب بهدف التعارف والتقارب وحسن التعامل كي نبني معا الأرض ونستخلف فيها ولن يستطيع الإنسان أن يحقق هذا الاستخلاف بنفسه دون تعاونه مع من حوله من بشر، فلن يعيش في معزل عن العالم، لذا لزم عليه أن يتواصل للتعاون وكي يدرك كيفية التعامل مع بني جنسه ليتم التعاون الأقوى القائم على المحبة وحسن الخلق.

ومما لا شك فيه أن المهمه الأكبر في إحداث ذلك تقع على عاتق المؤسسات التربوية والتعليمية، فمسؤولية الاهتمام بالجانب النفسي والتفاعلي، والاجتماعي لدى النشأ خاصة في المراحل التعليمية المبكرة أو المراحل الابتدائية بصورة تضمن تفاعلهم الإيجابي مع بعضهم البعض، وقيامهم بالنشاطات اللامنهجية التي تعزز تواصلهم مع الآخرين في البيئة الداخلية و الخارجية التي تنظم المجتمع الخارجي المحيط بهم.

وعن كيفية بناء علاقات قوية مع الآخرين من الأحرى أن يسعى الفرد إلى تنمية ثقافته وقدراته المعرفية والعلمية والسلوكية، وأن لا يتردد في خوض غمار التجارب الجديدة، واكتساب الخبرات المختلفة، والحرص على تدريب النفس على المهارات القيادية والتواصلية السليمة، وذلك من خلال المشاركة بالدورات التدريبية التي تضم العديد من الأنشطة التنموية والتطورية المحفزة لهذا الجانب والحصول على التدريبات المعرفية السلوكية اللازمة التي تحل المشكلة. وقطعا بناء العلاقات اجتماعية يعد من الأركان الأساسية للحصول على حياة ناجحة،
وهناك قواعد يجعلك الالتزام بها قادر على بناء علاقات جيدة مع الآخرين أولها الابتسامة وتحضرني هنا مقولة، "من لا يبتسم لا يعرف أن يفتح دكانا" ..
والتي توضح لنا أن أولى خطواتك عند مقابلة اي شخص ابتسامتك تلك التي تعطي انطباعا عنك بأنك شخص ودود سهل التعامل معه، فعليك أن تبدأ بالحديث مُظهرا الود لمن حولك، ولا تلجأ إلى المناقشات الحادة خلال اللقاء الأول، بل اعرض كلامك بلطف، ومن الممكن أن تتطرق إلى الموضوعات العامة التى تبعث المحبة فى نفوس الآخرين، وتجنب استعراض الانجازات الشخصية بشكل مبالغ، حتى لا ينفر منك الآخرين، وكن مستمعا لهم؛ لأن هذا الأمر يبعث السعادة فى النفوس، إذ أن الناس تنفر من الشخص الذى ينفرد بالحديث، كما أن تبادل أطراف الحوار علامة مهمة على نجاح التواصل بأريحية مع ضرورة البعد التام عن الكلمات اللاذعة،ومع مرور الأيام وبتكرار المواقف الحسنة، ستنشأ علاقات صداقة قوية بينك وبينهم.

كذلك من أكثر الوسائل التى تبنى جسرا بينك وبين الآخرين هى المديح، فتكلم عن الصفات الحسنة فى الآخرين، لأن هذا يظهر الود والمحبة منك لهم، ولكن احذر النفاق، واحرص على تطبيق مقولة مصطفى محمود :
"حفظ المسافة في العلاقات الإنسانية مثل حفظ المسافة بين العربات أثناء السير فهي الوقاية الضرورية من المصادمات المُهلكة"
وفي الاخير... من المهم إشعار الآخرين بأهميتهم والسعي إلى إنشاء انطباع أولى لديهم، وخلق حالة من الود الفوري معهم والصداقة السريعة المغلقة بالكلمات الجيدة والتي تُحذيهم نحو وجهة نظرك مع مدحهم والثناء عليهم وعند النقد لا تجنح صوب التجريح، كل ذلك في سياج من الاحترام المتبادل، وكن مؤمنا بذاتك ولا تحقرها، معتدلا في تفكيرك ومعتقداتك وقيمك غير متعصب للموروثات الاجتماعية المتعصبة ودائما كن ذا فهم صحيح مستنير….