الجمعة 29 مارس 2024 11:22 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفى محمد الأسيوطى يكتب : تتنفسون مجانا.. ألهيا وتدفعون ما أمتلأت به جيوبكم للتنفس صناعيا

الكاتب الصحفى محمد الأسيوطى
الكاتب الصحفى محمد الأسيوطى

•• نعم المولى عز و جل لا تعد و لا تحصى و قد غمرنا بها الله و جعلها ملأ حياتنا و دنيانا لا يسألنا عن ثمنها و لا عن شيئا أخر ألا ان لا نخطئ فقط لاغير..
•• و لكن كيف و هناك منا الكثير.. بل نحن أيضا نتغافل عن هذه النعم و نعتبرها حق مكتسب و عندما يخفيها الله عنا نشعر و كأننا تائهين و هنا فقط نعترف بقيمة تلك النعم..
•• و لكن الله رحيما بنا لا يحاسبنا بمثل ما نقابل أو نتعامل به مع تلك النعم ..
•• فقد استمعت يوما ما للشيخ الجليل رحمه الله الشيخ متولى الشعراوى عندما روى قصة الرجل الصالح العابد و ذلك يوم الحساب.. فعندما سأل.. ماذا انت حاسب هل ستدخل الجنه أم النار .. قال: سأدخل الجنه لأنني لم اترك فرض فى الصلاه و دائما من اوائل من يذهبون لبيوت الله فى كل صلاة و ادفع الذكاة و لم اؤذي احدا ولم اغتاب احدا و لم اقوم بأضرار احدا ولم ااكل حراما فكل عيشتى حلال ولم أغضب الله يوما ما و اسير بكتاب الله و بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. فقال الله سبحانه بل ستدخل برحمتى. وبالفعل اتوا بكل حسنات هذا الرجل التى تعلو ارتفاعات الجبال ووضعوها بالميزان فضبت الكفه و عندما جاءت الملائكة بنعمة واحده و هى نعمة البصر طبت كفة نعمة البصر.. فاذا نعم الله لدينا مهما عبدنا الله ليلا و نهارا و اطعناه فى كل ما يأمرنا به لن يساوى وزن أقل نعم الله لنا..
•• و تلك القصه ستجعلنا جميعا نبكى خشوعا لله و شكرا على نعمه الذى جعلنا ننعم بها مجانا و لا يطلب منا سبحانه مقابل لها..
•• فوجى احد الأطباء باحدى المستشفيات بدخول رجلا مسن مسندا من احد الأشخاص وسط كم كبير من البشر من حوله فقام بالكشف عليه و الحقه بغرفة العنايه المركزه ليوضعه على جهاز التنفس الصناعى.. و بعد ساعتين تقريبا افيق الرجل و استرد صحته و لكنه فوجئ بالطبيب يقدم له فاتورة ثمن التنفس الصناعى.. فأخذها الرجل و نظر لها و لكنه بكى بكاءا شديدا فاستعجب الطبيب لذلك قائلا: انت تبكي من قيمة المبلغ و لكن على حد علمى بانك لست فقيرا بل انك ثريا و حولك حاشية من مديرى اعمالك و سكرتاريه فهل ابكاك مبلغ ال2000 جنيها..
••فنظر له الرجل و الدموع تنغمر من عينيه بغزاره و قال له اننى رجلا فى اواخر عقده السادس.. اى اننى بلغت ال68 عاما من عمرى.. و منذ ولادتى و حتى الأن و انا اتنفس هواء ربى بالمجان طوال هذه السنوات ولكن عندما جلست على جهازكم ساعتين طلبت منى 2000 جنيها.. فما هو حساب ربى عندى فلو جمعت كل جبال العالم ذهبا لن استطيع دفع فاتورة تنفسى لهواء ربى.. فالذى يبكينى هو خجلى و كسوفى وخشوعى لربى.. فكيف لا نشعر بنعم الله الا عندما تحيد عنا بعض الوقت..
.. فنحن جميعا نتنفس بالمجان الهواء الربانى النقى.. و لا نشعر بأننا منعمين و عائمين جميعا فى نعم المولى عز وجل..
اللهم لك الحمد و الشكر على كل نعمك يا رحيم ياشكور يا صاحب كل النعم..