الخميس 28 مارس 2024 01:24 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

خالد درة يكتب : بالعقل أقول …( ماذا حدث …!؟ )

الكاتب خالد درة
الكاتب خالد درة

ارغمني جارنا أن أحمل له رسالة لفتاة أحبها هو كانت تدرس معنا بنفس الفصل أيام الإعدادية..
كنت أستحي كثيراً من الفتاة لأنها ببساطة فتاة مؤدبة وخلوقة و محترمة .. فهى لم يسبق لها أن تحدثت معنا خارج أمور الدراسة ..
مواقيتها مضبوطة ، و كلماتها مرتبة .. تضع لنفسها حدوداً لا يتجاوزه أحد ..
المهم وبعد إصرار وألحاح شديدين من صديقى .. حملت رسالته بين أصابعي وتقدمت إليها مترددا ، بعد أن أكثر علي من التوسل والبكاء مثل إمرأة ثكلى فقدت أحد أبنائها بالحرب ..
فبكيت لبكائه و كنت أذرف الدموع أكثر كلما فتحت رسالته داخل حمّام المدرسة وأنا أقرأ ما كتب فيها ...
فأحتار بين الغسل بالماء أو المسح بها..
ثم خرجت فلم أجد له سبيلاً غير أن أكتب له بنفسي رسالة أوهمه بها بأنها هي من أرسلتها له ، حتى أجد له سبيلاً لإرضائه ...
فأخذت أخط له رسالة بأنها كانت معجبة به و عاشقة له و متيمة بحبه ، وأنها ستنتظره اليوم مساءً عند خروجها من المدرسة ..
فقام جارنا و أعدّ نفسه جيداً لِلقائها فرحاً و أنتقى لنفسه أجمل الثياب ووضع أحسن الروائح والعطور و مشط شعره وزيّنه جيداً ثم ظهر لها كالعريس الذي خرج للقاء عروسه فى ليلة زفافه ...
كانت الفتاة لا تعلم من أمره شيئاً سوى أنه جارنا و إبن فلان حتى جاءت لحظة الحسم ...
تقدم إليها و هو يحمل وردة حمراء بين يديه يضعها مكان قلبه...
تقدم إليها بخطوات هادئة وقد ذبلت عيناه عشقاً قبل أن يقول لها كنت أعلم أنكى معجبة بي وأعلم أن الخجل فقط هو من منعك من البوح بذلك ..
صمتت الفتاة مذعورة ... ثم نظرت إليه مستغربة جرأته ووقاحته...
فلم تنطق بكلمة واحدة ثم إنطلقت مسرعة إلى البيت و أخبرت والدها وإخوتها بالأمر
و بعد ساعة واحدة فقط مرّت علينا سيارة الإسعاف تشعل ألأضواء و صافرة الإنذار تحمل العريس وقد كَسرَوا له ظهره وقدماه وأضلاعه ..
وهو متشبث برسالتها بين يديه يلوح بها إليّ من بعيد على نافذة الإسعاف يسألني ماذا حدث ...؟؟