الجمعة 29 مارس 2024 10:18 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب عن النفاق الإداري

الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم
الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم

إذا فقد الفرد من أفراد الدولة الشعور بسيادة الدولة والمساواة بين سائر الناس اختل توازنه وضل ضلاله .وانقلب معول هدم وجرثومة فساد. والباحث في أحوال النظام الإداري يجد العجب العجاب .يجد أن أكثر المترءسين في نواحي الحياة المختلفة يعتبرون الرئاسة مغنما يفيض بالرغبات .وسلما يؤدي إلي التجبر والاعنات فما يكاد الواحد منهم يتسلم مقاليد السلطة.ولو في دائرة محدودة أو عمل ضيق .حتي يستنسر وقد كان بالأمس بغاثا ضعيفا .وحتي يستأسد وكان من قبل ثعلبا هزيلا .فلا هم له إلا أن يظهر سلطانه ويبدي عنفوانه .تارة يطغي ويتجبر .وتارة يتحكم ويتسيطر .وتارة يصيح في من حوله لأتفه الأسباب .ويحاول بكل ما أوتي من وسائل مشروعة أو ممنوعة أن يركز السلطة كلها في يده .
وانك لتنظر الي المرءوس الذي توقعه حظوظه السود تحت رئاسته .فتراه أمامه إما آلة صماء ليس لها من الأمر شيء وأما مداهن ومنافق له ليحصل علي رضاه أو علي مكاسب ليست من حقه .أو ترقية ليس كفؤا لها .
وهكذا يتحول الإنسان إلي شخص لا يثبت علي مبدأ .يتنازل عن مثالياته ويغرق في التنازلات .وتتبدل مبادئه بتغيير المواقع .
وهكذا كثرت الأرجوزات في الدواوين الحكومية. الكل يسبح بحمد الرءيس. يسمعونه ما يرضيه ولا يتكلموا فيما يغضبه .ورحم الله مولانا الشيخ الشعراوي حيث قال .ان إذن الراعي قلما تتهيء للرعية فمن استرعاه الله إذن الراعي فليتق الله فيما يقول . ولكن الغالب الأعم يقولون ما يرضي الرءيس حتي يضمنوا الإستمرار في أماكنهم ويضمنوا استقرار أوضاعهم المالية .
لقد اتسم سلوك الأكثرية بالنفاق للرؤساء أو أصحاب الأوراق الرابحة من المقربين للرءيس .فلم تعد الكفاءة وحسن العمل المعيار الذي يضمن به الموظف الثبات في الموقع الهام .بل هي القدرة علي المديح والنفاق حتي يقضي له مطلبه .
ورغم خطورة ما تقدم .فإننا نجد ماهو أبشع من ذلك وأجرم الا وهو نفاق الرءيس للمرؤوس ليخفي ضعفه أو لغض الطرف عن أخطاءه أو لقرابته لصاحب سلطة أعلي .وهذا النوع هو أشد خطراً لأنه يساعد المرءوس علي العبث بالمقدرات الوظيفية بمهارة . فضلا عن كونه أحد سمات المجتمعات المتخلفة بشكل عام
الخلاصة
إن النفاق الإداري نتيجة طبيعية لغياب معايير الكفاءة .وان تجبر الرؤساء جعل الموظف يتقمص شخصية الفهلوي من هنا بتعين أن يكون معيار التقييم هو القدرة على العطاء وليس إجادة فن النفاق .