الجمعة 19 أبريل 2024 09:13 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

صبري الموجي يكتب : لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يخدعُني !

الكاتب الكبير صبري الموجى
الكاتب الكبير صبري الموجى

مغبونٌ، مأفونٌ، بادي الرأي، من يُصدِقُ كلَّ ما يُقال، ويتحدثُ بكل ما يسمع دون أن يُعمِلَ عقله، ويزن الكلام.
ويكون العيبُ أشنعَ، إذا كان مصدرُ المعلومة شخصا مجهولا، أو كانت وسيلتُها مكالمة هاتفية، فرض البعدُ الزماني والمكاني علي الرسالة المنقولة خلالها أسوارا من العزلة والضبابية، تُخفي مُعتقَد المُتصِل، وقناعاته الفكرية، وحالته المِزاحية وظروفَه النفسية .
ويعتبرُ من يقع في براثن تلك الخدع الهاتفية شخصا ساذَجا، يستحق ما يتعرضُ له من ويلات وطوام دون أن تأخذنا به رأفة أو شفقة لانسياقه وراء العاطفة علي حساب العقل .
من تلك المكالمات التي اتخذتْ النَصبَ حيلة للمكسب السريع، تلك التي تطلب بيانات حسابك البنكي بحُجة تحديث البيانات، والتي وقع ضحيتها كثيرٌ من السذج، وذهبت أموالهم أدراج الرياح.
فالحذر من الخداع بتلك المكالمات التي يعقبها ندمٌ في وقت لا ينفع فيه الندم، أو العضُ علي الأنامل من الغيظ.
ومن تلك المكالمات أيضا، تلك التي تأتيك من شخص يَقلبُ القاف جيما؛ إيهاما بأنه من الصعيد الجواني، أو تأتيك من شخص يزدانُ كلامه بآية قرآنية، أو حديث نبوي، أو قول مأثور، فتظنه (شيخَ سجادة)، وهو أستاذ للأبالسة، حيث يُخبرك بأنه وجد ببيته أثناء الحفر كنزا، ويحتاج إلي من يُسوقه له نظير ثُلثَ العائد أو نصفه، وربما أكثر أو أقل، حسب مهارة المُتصَل به في التفاوض .
وتكون النتيجةُ عقب ذلك - دائما - سطوا مسلحا، أو نصبا بالإكراه يشيب له الولدان، أو شلالات دمٕ تُراق، حينما يفطن المرءُ إلي ما نُصب له من شَرك ويحاولُ المقاومة .
إن من عنده مسحة من عقل، خاصة في زماننا الذي خَربتْ فيه الذمم، وركب فيه الطامحون في الثراء السريع كلَّ مطية تصل بهم لمرادهم دون الالتفات لوازع من أخلاق، أو زاجر من دين، يجب ألا ينساق وراء تلك التُرهات، التي تعقبها ويلات وويلات، ويُردد دائما : لستُ بالخِبِّ ولا الخِبُّ يَخدعُني .

صبري الموجى لستُ بالخِبّ ولا الخِبُّ يخدعُني الجارديان المصرية