الجمعة 29 مارس 2024 10:52 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عبدالنبى عبدالستار يكتب : عندما رفضت السفر لقطر و الظهور فى قناة الجزيرة !

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار
الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار

لم أكن اتصور ابدا أن يفكر القائمين على قناة (الجزيرة) -وللامانة هى إعلاميا افضل من معظم قنواتنا شبه الميتة - فى محاولة استقطابى أو تجنيدى لحسابهم . لأسباب عديدة ومختلفة . لم أكن اتخيل ابدا أن يجرؤ أى من العاملين بهذه القناة فى الاتصال بى لطرح فكرة السفر للدوحة والظهور على شاشة (الجزيرة ) الإخبارية ولكنه حدث قبل نحو 5 اعوام , ولم يقف الأمر عند حد المحاولة معى بل شملت المحاولات العديد من الشخصيات البارزة المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى .
فى البداية فوجئت باتصال هاتفى من الزميل المحترم ياسر الساهر المعد بقناة الجزيرة الأخبارية طالبا منى إجراء مداخلة مع المذيع الفلسطينى جمال ريان بصفتى أحد أبرز داعمى السيسى , والغريب أننى لم اتردد لحظة واحدة . وكانت المداخلة (9دقائق) أشبه بانفجار , وتفريغ شحنات العضب التى تسيطر على إزاء هذه القناة .

بدأ المذيع الفلسطينى أحد ابرز الكارهين لمصر المداخلة بسؤال استفزازى :عن انكماش شعبية السيسى فانفجرت فى وجهه..كفاكم كذبا وتضليلا وتزويرا..لصالح من تزورون الحقيقة..عودوا إلى ضمائركم , عودوا إلى المهنية..لم يبق لكم شيئا تخسرونه فى مصر فأنتم بلا رصيد فى الشارع المصرى ..لا أحد يحبكم , خسرتم كل شئ من أجل مناصرة جماعة إرهابية قرر الشعب الإطاحة بها .

هنا أنهى المذيع المداخلة . وبعد دقائق عاود الزميل ياسر الساهر الاتصال بى .

بادرته قائلا : بالتأكيد قرروا ترحيلك من قطر !

فما كان منه إلا أنه قال: كنت هائلا ورفعت رأس المصريين هنا ونحن نختلف عن الجزيرة مباشر ونسعى لتحقبق التوازن وأتمنى أن نكرر المداخلة غدا أو بعد غد . وبعد يومين اتصل بى ناقلا تحيات الزميل عبدالفتاح فايد رئيس مكتب الجزيرة مباشر مصر سابقا وعارضا فكرة استضافتى فى الدوحة لمدة شهر أو أى مدة أحددها للظهور يوميا على شاشة الجزيرة الأخبارية , مؤكدا أننى سأكون حرا فيما اقول , ولن يتدخل احد لتغيير قناعاتى السياسية بأى شكل من الأشكال , وبكل أدب قال: سيكون لك تقدير مادى أعلى وخاص من المعمول به بالأضافة إلى الإقامة فى فندق 5نجوم وطلب إرسال صورة جواز سفرى خلال ساعات للإعلان عن بدء ظهورى خلال أيام , فأخبرته بأن جواز سفرى منتهى وسأجدده ،وعندما عرضت الأمر على أولادى مازحا بأننى أفكر فى السفر كان الرفض بالاجماع وكذلك حذرنى اصدقاء مقربين من خطورة السقوط فى الكمين القطرى ، خاصة وأننى مؤلف كتاب (حارة الشيخة موزة) الذى يكشف المستور ويعرى جميع حكام هذه الدويلة الصغيرة . وبالفعل اتصل بى الزميل ياسر الساهر أكثر من مرة، لإقناعى بقبول العرض القطرى لصالح مصر إذا كنت حقا أريد أن أحدث توازنا فى توجهات القناة , فشكرته على رقى اخلاقه وادبه الجم واصريت على الرفض..والحمد لله الآن تغيرت الاحوال وكبار المسئولين يتبادلون الزبارات والاحضان والقبلات ...فالسياسة دائما يحكمها فقه المصلحة .

(وحسبنا الله ونعم الوكيل)

الكاتب الصحفى عبدالنبى عبدالستار قناة الجزيرة انصار السيسى كمال ريان الجارديان المصرية