الأربعاء 24 أبريل 2024 07:43 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الصحفية هند منصور تكتب : انتفاضة ضد الموت

الكاتبة الصحفية هند منصور
الكاتبة الصحفية هند منصور

مابين الضغط والقهر تموت النفوس حزنا ويأس ،تضعف القلوب ،تنهك الأجساد ،ويفقد الإنسان السلام الداخلى والاحساس بالراحة والهدوء ،
يشعر المرء بالفشل ويفقد رغبته فى الانجاز ، وشغفه فى الحياة ،يتقوقع بين ماضيه وحاضره ،يندب حظه ويجتر الالم، والأسوء من هذا أنه يعطى لاراداته إجازة ;لينفرد بذاته بين المه وتأوهاته وشعوره العميق باحزانه ، حينها يبدأ يشعر الإنسان بمشاعر عكس بعضها !
يتمنى الفرح ويتمسك بالاحزان ،ينتظر من يسأل عليه ويسعى الى الوحدة ، ينتظر الاهتمام ويرفضه عندما يقدم له من أحد، يريد النجاح ويجذب إليه الفشل !
يعيش حالة من الإنقسام الداخلى وينتظر من ينتشله وينظر دائما إلى السماء منتظر النجاة بمعجزة إلهية
_هل بالفعل محتاج معجزة ؟!
لا..لم يكن الاحتياج لمعجزة بل الاحتياج هنا للارداة التى منحتها الإجازة فى الوقت الذي تحتاج إليها أشد الاحتياج ، فانت من فعلت بنفسك هكذا ، قبلت أن تعيش مسلوب الارداة، سمحت لذاتك أن تعيش منقاد ومهزوم من ظروفك يتحكم فى حياتك آخرون ، انت من اخترت أن تعيش تابع للآخرين !
لتعاليمهم وأفكارهم وعيشت طقوسهم مقتنع كنت او رافض ، اخترت الخنوع تحت يد الجلاد لكى تتسول كلمة مديح أو لقمة عيش ، تعيش المرأة تحت سيطرة رجل قاسى وتقبل العبودية لتجد قوت ومأوي ، نقبل انحناء رؤوسنا لتسديد احتياجاتنا، وما احلى الشعارات الجميلة التى نختبىء وراها لنستطيع قبول ذواتنا المكسورة ،
نتفنن فى اخفاء الحقائق وتجميل الزيف لنقنع أنفسنا والاخرين بما نعجز عن قبوله لكى نحيا اموات بين اموات !!
والويل لمن يفكر فى النهوض وكل الويل لمن ينظر داخله إلى نفسه ويريد أن يرفعها من كسرتها، يحكم عليه بالموت لأنه رفض ثقافة القطيع ،لانه انتفض وانهض إرادته لكى يفيق من الموت ويحيا انسان صاحب إرادة قوي ، يقبل نفسه ويحميها ويرعاها ، يقول لا للظلم ويقهر القهر ، تعيش امرأة قوية تحب نفسها وتعمل وتنجح وتربى ابناء أقوياء بدلا من أبناء تعودوا على الذل والقهر والخنوع ، لماذا يتسلل الموت إلى الأحياء؟! يجب أن يهزم الاحياء الموت ويحملون الاموات خارجا لكى تنبت الحياة حياة

الكاتبة الصحفية هند منصور هند منصور انتفاضة ضد الموت الجارديان المصرية