الجمعة 26 أبريل 2024 01:39 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

صحتك بالدنيا

الأديبة والناقدة عزة مصطفى عبدالعال تكتب : ساعة عدل مابين التاريخية والواقعية

الأديبة والناقدة  عزة مصطفى عبدالعال
الأديبة والناقدة عزة مصطفى عبدالعال

الكاتب محمد فتحي من الكتاب الشباب الذي يفرض نفسه بقوة على الساحة الأدبية في الآونة الأخيرة ، وقد بدأ مشواره الأدبي من خلال الكتابة التاريخية كما في كتابة مرآة التاريخ وتأملات بين العلم والدين والتاريخ وعلى هامش التاريخ والأدب وحكايات من بحور التاريخ وصفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر، ثم اتجه إلى كتابة القصة القصيرة فصدر له المجموعة القصصية في فلك الحكايات وحتى يحبك الله ومن بعدها الرواية القصيرة أو كما يطلق عليها نوفيلا .
وكانت أولى تجاربه هي رواية ساعة عدل وقد تعرض فيها الكاتب إلى قضية الاغتراب وتوابعها بحيث يجد الإنسان نفسه مجبر على قبول الكثير من التنازلات الآدمية والاخلاقية من أجل الحفاظ على استمرار لقمة العيش، مما يتسبب في وقوعه فريسة لصاحب العمل لاستغلاله في أعمال غير مشروعة ، لكن البطل هنا يواجه كل التحديات ويعلن الانتصار للمبادئ والقيم والأخلاق ورفض الظلم والتجاوز في حقوق الآخر وينسحب غير عابئ بالخسارات المادية .
كبداية روائية أجد أن الكاتب وقع ما بين اشكالية تسجيل التاريخ وبين تدوين الواقع كما هو بالفعل كأنه كاميرا تصور فيلم تسجيلى فلم يترك البطل يعبر عن نفسه اتخذ آلية الراوي العليم الذي يصف الأحداث من الخارج دون أدنى تدخل منه في وصف المعاناة الداخلية للبطل مما اختصر كثير من الوصف والسرد الذي كان من الممكن الاستفاضة فيه .
كما جاءت اللغة مباشرة وتقريرية في الحوار وكان ذلك في صالح النص بحيث ساعد على المكاشفة وتحليل بعض الأحداث كتفسير إهداء زميلة له كتاب قيم والسبب في ذلك للتخلص من الكتاب .
كما أنه وقع في شباك القصة القصيرة فلم تتعدد الأحداث والوقائع كما هو متعارف عن فن الرواية فانحصرت بنية الرواية في حدث واحد فقط ولم ينفلت بعيدا عنه مع مزيد من التفسيرات التاريخية والعلمية التي تصاحب السرد ولا ألومه في ذلك بحكم عمله كصيدلي فكل مهنة تطغى على شخصية صاحبها وأسلوبه في الحياة .
وفي النهاية لا ننكر أن الأحداث ماتعة لا تخلو من عنصر التشويق ونتمنى للكاتب مزيد من الإبداع.


# عزة مصطفى عبد العال
كاتبة وأديبة مصرية

3a1ee9d9620d71d66e18c5679dd6f30c.jpeg