الخميس 28 مارس 2024 06:33 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مساجد وكنائس

”كيف يكون المسيحي مدبرًا”.. الحلقة (١٢) من ”أسرتي مقدسة

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية بالعباسية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

واستكمل قداسته السلسلة التعليمية الجديدة "الاتحاد الزيجي" كأساس لبناء أسرة مسيحية مقدسة، حيث تناول جزءًا من الأصحاح الثلاثين من سفر الأمثال بالعهد القديم والآيات من ٧ وحتى ٩، وأيضًا آية من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية "الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ" (رو ١٢: ٨)، وأشار إلى "كيف نبني فكرًا لأسرة مقدسة"، ومعنى كلمة "ايكونوميا" الموجودة بكثرة في الكتب المسيحية التي تهتم بالخدمة، وأوضح قداسته أنها كلمة يونانية معناها "التدبير"، وأن التدبير هو الاستخدام الأمثل لكل ما هو متاح للإنسان، من طاقات ومواهب وإمكانيات، كما حذّر من التطرف بأشكاله من تبذير وتقطير، ثم أشار قداسته إلى كيف نربي أبناءنا من الصغر في مجال التدبير، من خلال :
١- تربية البركة:
"بَرَكَةُ الرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلاَ يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا" (أم ١٠: ٢٢)، فتربية البركة "شكل من أشكال الإيمان"، مثل التربية على عطية العشور من المصروف لأنها حق ربنا، ومن روح الإيمان أن البركة تتضح في القليل، "فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا" (١تي ٦: ٨)، "لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ" (أم ١٧: ١) فتربية البركة هي تربية للإيمان والشكر وتبدأ من الصغر.
٢- تربية الشِبع:
تربية الشِبع من الاحتياجات الهامة التي نربي عليها أبناءنا، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧)، و"الشبع الروحي مقصود به فضيلة القناعة"، فيجب تربية الأبناء على القناعة لأن الحياة الهانئة هي بتربية الشِبع لأي شيء يُقدم لهم، ويجب تعليمهم بألا يتأثروا بإغراء الإعلانات، فالنفس الشبعانة صورة من صور القداسة.
٣- تربية الوقت:
الله يعطينا عطايا كثيرة وأغلاها الوقت (العمر)، فيجب تربية الأبناء على تدبير الوقت حسنًا، سواء في اجتهاد أو عمل أو خدمة، "صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ" (جا ٣: ١١)، ولا بد تربيتهم على احترام الوقت، وتخصيص أوقات للعبادة وللاستماع وللقراءة وللعلاقات الاجتماعية، وتعليمهم "فضيلة الصبر" من خلال تربية الوقت، وأن الصبر يحقق لهم أحلامهم، "بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لو ٢١: ١٩)، ويجب الحذر من تأثير الأجهزة مثال الموبايل في سرقة الوقت، والحذر من الزواج في سن مبكر.
وأوصى قداسة البابا بأهمية الثلاث مجالات في التربية من أجل تدبير حسن، لأن التدبير فضيلة حسنة ونحتاجها جميعًا ونحتاج أن ننشغل بها، "لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، "لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلهِي بَاطِلًا" (أم ٣٠: ٨ – ٩).

تأتي هذه السلسلة التعليمية اتساقًا مع إطلاق عام "أسرتي مقدسة"، الذي جاء كتوصية من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جلسته العامة، التي عُقدت يوم ٩ يونيو الماضي، وترسيخًا لمبادئ وقيم الأسرة المسيحية السوية، كما ذكر قداسته في الحلقة الأولى من السلسلة التي بدأها يوم ١٥ يونيو الماضي.

a9547fa67cbc.jpg