الخميس 25 أبريل 2024 05:19 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودي يكتب : صورة مشرفة لكفاح الجزائر ضد المحتل الفرنسي

الكاتب حسين السمنودي
الكاتب حسين السمنودي

ربما يتعجب القارئ الكريم لما نكتب عن كفاح شعب الجزائر العربي وقد نال استقلاله منذ عشرات السنين.وقد بات ذلك من التاريخ الذي لا تتذكره الأجيال الحديثة ..كما لا تتذكر تاريخ أوطانهم في كل الأقطار العربية وكأنها سياسة تستقطب الشباب العربي لتبعده بكل قوة عن أي شئ من شأنه أن يفتخر ويعتز به ويجعله تاجا علي رأسه طوال حياته له ولأبنائه وأحفاده من بعده.
تاريخ الجزائر الشقيق. ملئ بالبطولات التي لو كتبناها فسوف تأخذ ٱلاف المجلدات ولا ننتهي .تاريخ الجزائر شرف لكل جزائري وعربي .ولابد وأن يفتخر بذلك ويجعل رأسه مرفوعة إلي عنان السماء.الكثير من رجال الصحافة والكتاب والمأرخين العرب. يذكرون بأن الجزائر بلد المليون شهيد.وهذا عكس الواقع لمجازر حقيقية وقعت بقسوة علي الشعب الجزائري .إن المحتل الفرنسي الذي إستباح دماؤهم وأعراضهم وممتلكاتهم وكرامتهم.أستباح كل شئ مهما كان .قتل البسر واهانهم .حرق الشجر وحطم الحجر وقطف الزهور البريئة فأماتها .فقد أوقع المحتل فيهم المجازر التي أراقت الدماء الشريفة علي أرض الأحرار ولم يحاسبهم أحد ..وغض الجنيع البصر عما يحدث .وطويت صفحات الإنسانية والعهود والمواثيق العالمية إلي غير رجعة .فوقتها استبيحت بلاد العرب وتم تقسيمها علي المستعمرين .من استشهد من أبناء الشعب الجزائري يفوق الثلاثة ملايين شهيد بكثير.ولولا فضل الله لقضو علي ماتبق من الشعب .
كانت المأساة عظيمة عندما دخلت قوات المحتل الفرنسي أرض الجزائر في يوم ٥ يوليو سنة ١٨٣٠ .واستباحت كل شئ وأصبح الموت هو الطريقة الوحيدة للتخلص من كل ماهو جزائري.
وإنتهي ذلك الإحتلال في ٥ يوليو سنة ١٩٦٢.
بعدما استمر قرابة ١٣٢ سنة كاملة مليئة بالٱلام والدموع والدماء والجراح.
وظن الجميع ان الجزائر لن يبق منها إنسان حي علي أرضها من كثرة المذابح التي أعدت لأهلها.والدماء التي أريقت ..
وبعد استقرار المحتل الفرنسي في الحزائر والسيطرة علي مقاليد الأمور بها .هاجر الكثير من المهاجرين من فرنسا وإيطاليا وألمانيا ودول الغرب الإستعماري إلي الجزائر. وكان هؤلاء من المزارعين ومن الأيدي العاملة الأوروبية .فقامت قوات الإستعمار الفرنسي بطرد السكان الأصليين والإستيلاء علي أرضهم وتوزيعها علي جميع القادمين من اوروبا. وظنوا بعد ذلك أن الأمور قد دانت لهم واستقرت.حتي بعد ذلك اطلقوا عليها إسم مستعمرة الجزائر الفرنسية.
ومع شراسة وضربات المحتل الفرنسي لأبناء الشعب الجزائري .خرج المجاهد الكبير عبد القادر الجزائري وبمقاومة مستميتة مليئة بالشجاعة والإقدام بمحاربة جيش فرنسا .وأوقع فيهم القتل وتواصلت الإنتصارات العظيمة .والتف أبناء الجزائر الشجعان البواسل ليذيقوا المستعمر الفرنسي ويلاتوالعءاب التي لم يراها من قبل.ثم قامت جبهة التحرير الجزائرية بشن حرب إستقلال من سنة ١٩٥٤. وحتي عام١٩٦٢.ومع تلق القوات الفرنسية الضربات العديدة لم تستطع الإستمرار في مداومة إحتلال الجزائر وعلمت بانها لن تستطيع التغلب علي شعب خرج بكامل قوته لمحاربة المحتل فتركتها خاوية علي عروشها بعدما دمروا كل شئ فيها.وعاد لا يصلح لشئ بعد ذلك.ولكن قوة ابناء الشعب الجزائري استطاعت أن تخوض حرب تعمير لبلادها ونجحت وتفوقت في ذلك.وكان للدور المصري الإيجابي نصيبا كبيرا في خروج المستعمرين الفرنسيين من تلك البلاد الطاهرة.فقد امدت المقاومة الجزائرية بالمعلومات والخبرات والسلاح حتي استردت حريتها.فتٱمرت عليها دول الإستعمار في حرب العدوان الثلاثي علي مدينة بور سعيد .وذلك تأديبا من فرنسا لمصر علي وقوفها مع الشعب الجزائري الشقيق ولكن بسالة الشعب المصري بمدينة بور سعيد حالت دون احتلال البلاد مرة أخري وعاد الجيش البريطاني والفرنسي والإسرائيلي وقد غلفتهم الهزيمة وركبهم العار ورفع اهل بور سعيد رٱيات الٱنتصار القوي علي ثلاث دول من أكبر دول الاستعمار .وهكذا تلفظ الشعوب الحرة دول الاستعمار مهما كانت قوتهم وسلاحهم وتبق ارض العرب طاهرة من دنس المحتلين .