الثلاثاء 30 أبريل 2024 06:16 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

شيرين محمد تكتب : الانتحار ليس هو الحل

الكاتبة شيرين محمد
الكاتبة شيرين محمد

فى البداية ..اعترف بان فكرة الانتحار راوداتنى اكثر من مرة ،بسبب تعرضى لضغوط نفسية رهيبة ،وإحساسى الدائم اننى تائهة فى سلسلة دوامات لا تنتهى ،وان لاشيء يعد يجدى ،وان الحياة نفسها تدعونى للموت ،واننى على قيد الحياة ولكنى (ميتة حية)...كثيرا ماعقدت العزم على وقف مهزلة اسمها الحياة ،تحاصرنا باليأس والسواد والاحباط من كل اتجاة .
ولكن خوفى على اولادى واسرتى من ان اتركهم فى مهب الريح يواجهون المجهول هو ما جعلنى اتراجع عن تنفيذ فكرة الانتحار ،والبحث عن بارقة امل تخرجنى من شرنقة الاكتئاب .
اقول هذا بعد ان قرأت حوادث انتحار كثيرة فى جميع انحاء مصر وفى الخارج ،وان عدد المنتحرين سنويا فى العالم يصل إلى نحو 800 الف شخص  فضلا عن الكثيرين ممن يحاولون الانتحار. وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها بما تحدثه من آثار طويلة الأمد على من تركوهم وراءهم. يحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2016.

الانتحار اصبح سرطان العصرفى جميع انحاء العالم ،الانتحار ظاهرة عالمية لافرق فى ذلك بين دول متقدمة او متخلفة 

وعلى الرغم من أن العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية (خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة ضغوط الحياة ) معلومة تماما في البلدان المرتفعة الدخل، إلا أن هناك العديد من حالات الانتحار التي تحدث فجأة في لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الألآم والأمراض المزمنة.
 وترتبط النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو الفقدان والشعور بالعزلة بقوة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين؛ والشعوب الأصلية؛ والسحاقيات والمثليين، والمخنثين والمتحولين جنسيا، وثنائيي الجنس؛ والسجناء.  

 وارى ان صمة العار التي تحيط بالاضطرابات النفسية والانتحار تعني أن كثير ممن يفكرون في وضع نهاية لحياتهم أو حاولوا الانتحار سيتعذر عليهم طلب المساعدة، وبالتالي لن يحصلوا على المساعدة التي تمس حاجتهم إليها ولهذا يفضلون انهاء حياتهم عن طلب مساعدة الآخرين او نظرة من حولهم للعلاج النفسى.
واذا كنت تفكر فى الانتحار عجزا حاول ان تفكر فى مصير من حولك ونظرة المجتمع لهم ،ولعنة الانتحار التى ستلاحق اولادك مدى الحياة ...حاول ان تخرج من قوقعتك ،وابحث عن بريق امل ورتب اوراق حياتك من جديد ...فالانتحار ليس هو الحل