الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:51 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

الربح من الانترنت

غادة موفق صحفية لبنانية تشتاق ليعانق حلمها السماء 

الصحفية اللبنانية الشهيرة غادة موفق
الصحفية اللبنانية الشهيرة غادة موفق

صحفية لامعة، يراودها حلم عظيم، تشتاق إليه وكأنها تشتاق لتعانق السماء، ‏ها هو حلمها قد بدأ بتحضير مراسمه، ليعلن للعــالم بأنه أصبح حليفها، وأثبتت للجميع بأنها كفؤ لذلك الحلم.

سحر الصحافة غيّر معالم أنوثتها وزادها بريقاً ، أطلقها في الفضاء فأصبحت امرأة متمسكه بحلمها بكل ما لديها من أمل وعاشت على نغمات القلم والحرف، ما أريد قوله هو أنها تفكر كامرأة  وتتصرف كجنتلمان، هكذا ترى الأنوثة، هكذا تصنع نفسها وتتمايز، وتفتخر بهذا ولا يلزمها أن تفكر مطلقا كأي شئ آخر، ولا الافتراضات ذات العلاقة.

ربما وانا اكتب هذا المقال في ساعة متأخرة من الليل يصدح في رأسي الجزء الشاعر مني، ربما لا استطيع ان اكتب بموضوعية، لذا من البداية سوف أقُر اني منحاز لهذه الغادة التي هي على استعداد تام للوقوف بوجه المجتمع بزعاماته السياسية والدينية والطائفية، فهي لا ترتقي لأن تكون إمرأة معدومة الحياة، هي لا تتقدم لان النساء هنا مسجونات في بلد فيه اللاءات اكثر من الكبائر، فهي هنا في الشرق في الجحيم، لا تزال الطائفة فخراً، ولا تزال الكراهية شعاراً، لا يزال الناس يعتبرون الانثى الة للجنس والتكاثر، كيف يعيش شعب يخاف الحب؟ كيف يعيش شعباً يخاف من اظهار المرأة لسيقانها؟ كيف يعيش شعب ينظر اليها كعورة؟.

 بصراحة انبرت غادة موفق تدافع عن المرأة وقيودها، لا اعرف لماذا؟ لكن الموضوع أكبر من ان يدمي القلب ويبعثر الافكار، فغادة تعتقد ان المساواة بين الرجل والمرأة ليست فقط في الفراش، بينما الآخرين متناسين امور الحياة الاخرى من عمل ودراسة وسفر وامور اجتماعية اخرى.

من هنا انطلقت غادة بعد أن اقتنعت إن العالم بأجمعه يتعرض اليوم لاهتــزازات وتناقضات فكرية خطيرة، تتجلى في شتى مظاهر الحياة، وأصبحت التغيرات الفكريــة السريعة حقيقة واقعة، بل هي جزء لا يتجزأ من الحياة المعاصرة، ولم يأخذ هذا التغـــير بعداً واحداً أو حقلاً واحــــــداً، وإنما تعددت أبعاد التغيرات وحقولها، وأصبح من المستحيل التغاضي عن هذه التطورات لهذا ينبغي العمل والاجتهاد، لإزالة العوامل والأسباب التي تمنع استفادتنا من هذه التغيرات والتطورات.

غادة موفق التي حازت نصيبا من الشهرة والمجد، تقف اليوم متحدية كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وفي ذات الوقت تمتلك قدراتٍ عقلية فائقة، ومهارات كالرجل تماماُ،  ووجودها في سائر الأعمال المختلفة هو أمرٌ هام، يثري نوعية وجودة الأعمال المُقدّمة، ويساعدها في الحصول على استقلاليتها، وبناء شخصيتها الخاصة، دون أن تكون مرتبطةً بأي شخصٍ آخر، وهي بهذا أيضاً تكون نموذجاً حميداً أمام مجتمعها، فتضرب له مثلاً رائعاً في ضرورة اعتمادهم على أنفسهم، وشعورهم باستقلاليتهم، خاصةً وأنّ الناس عادة ينظرون  إليها بعين الإعجاب، والاقتداء.

ولعلي وانا اتصفح سيرة غادة موفق عرفت بانها  تدرك ان الحاجةً باتت مُلحّة لأي امرأة مُتحرّرة وعصريّة لتتمكّن من اللحاق بركب المجتمعات المتحضّرة، فالمرأة العربية نصف مجتمعها، وبصفتها عربية، فهي من خير أمّة أُخرجت للناس، ومن غير المعقول أن تنشغل عن تحقيق طموحاتها بأمور أخرى

ولكن من هي غادة موفق، هي صحفية لبنانية، ولدت في بيت لبناني متجذر من عبق التاريخ، ورائحة الأرز، حملت عنوان واحد جابت من خلاله صفحات المجد إلا وهو حب لبنان، وقدمت نفسها للعالم الآخر باعتبارها فرع من فروع شجرة الأرز المعروفة.

تحمل غادة في سيرتها الرائعه شهادة المرأة العربية كأفضل الشخصيات الإنسانية لرؤية منهجية المرأة للعام ٢٠١٩، والتي تمنحها الأكاديمية الدولية للدراسات والعلوم الانسانية، كما تحمل درع اسود الرافدين الدولي الذي تمنحه مجلة الصواب المستقلة العراقية، كما تحمل شهادة تقدير من ملتقى الأدباء والشعراء العرب، وجائزة الإشراف الذهبية من ملتقى كن صديقاً، ووسام الشكر والتقدير من الجمعية المصرية لحقوق الإنسان وتنمية المجتمع.

غادة موفق التي دخلت عقدها الرابع بثقة اقتدار هي واحدة من أبرز الصحفيات اللبنانيات، إذ أنها جمعت بين الأدب وعلم الاجتماع، اهتمت فاطمة المرنيسي بالكتابة حول قضايا المرأة والمُساواة بين الجنسين في ظل تطور الفكر الحديث، فأسست بذلك لرؤيا جديدة ومنفتحة في ما يتعلق بمكانة المرأة في هذا الفكر، رؤيا تمخضت عنها عدة مقالات مثل المرأة والديمقراطية، والمرأة والسياسة. وهي ايضاً أديبة رهيفة الحس، متمردة الأسلوب، منفلتة في مواضيعها عن المُتعارف عليه، ومناضلة في المجتمع المدني من أجل حقوق النساء والمُساواة بين الجنسين.