موعد اختيار خليفة البابا فرانسيس وأبرز المرشحين لـ”كرسى الفاتيكان”

**موعد انتخاب بابا الفاتيكان الجديد وأبرز المرشحين لكرسي القديس بطرس**

أعلن الفاتيكان رسميًا أن يوم 7 مايو المقبل سيشهد بدء التصويت لاختيار البابا الجديد، في خطوة تاريخية تأتي بعد وفاة البابا فرنسيس الذي ترك إرثًا كبيرًا على مستوى الكنيسة الكاثوليكية والمجتمع الدولي. وقد اتخذ هذا القرار اليوم الثلاثاء خلال اجتماع مجمع الكرادلة الذي ضم 180 كاردينالاً، وهو أول اجتماع من نوعه منذ جنازة البابا الراحل التي أقيمت يوم السبت الماضي.

وفقًا للبروتوكولات المعمول بها، يقتصر حق التصويت على اختيار خليفة البابا فرنسيس على 133 كاردينالاً فقط، وهم من لم يتجاوزوا سن الثمانين عندما يُعقد "المجمع المغلق"، وهي العملية الانتخابية الخاصة التي تجرى داخل كنيسة سيستين. وسيترأس هذه الانتخابات الكاردينال بييترو بارولين، الذي يتولى حاليًا منصب أمين سر دولة الفاتيكان (وزير الخارجية). وتتميز هذه العملية بدقتها الشديدة وسرّيتها العالية، حيث يتم عزل الكرادلة عن العالم الخارجي حتى يتم الإعلان عن اسم الحبر الأعظم الجديد.

### **إرث البابا فرنسيس وتأثيره على اختيار الخليفة**
ترك البابا فرنسيس بصمة واضحة على الكنيسة الكاثوليكية من خلال تعيينه حوالي 80% من الكرادلة الذين سيشاركون في عملية التصويت، وعددهم 135 كاردينالاً يمثلون 71 دولة. وهذا يجعل المجمع الحالي واحدًا من أكبر المجامع في التاريخ الحديث، حيث كان العدد التقليدي للمشاركين لا يتجاوز 120 كاردينالاً.

تزايدت التكهنات حول هوية الخليفة المحتمل، مع ظهور أسماء بارزة تمثل مختلف القارات والأيديولوجيات داخل الكنيسة. ومن بين المرشحين الأساسيين شخصيات من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يعكس التنوع الجغرافي والثقافي الذي أصبح محور اهتمام الكنيسة في عهد البابا فرنسيس.

---

### **أبرز المرشحين لخلافة البابا فرنسيس**

#### 1. **العراقي لويس رافائيل ساكو**
يعتبر الكاردينال العراقي الأصل لويس رافائيل ساكو مرشحًا مهمًا لخلافة البابا فرنسيس، وهو الخليفة الوحيد من الشرق الأوسط الذي يظهر كمرشح قوي. ولد ساكو عام 1949 في منطقة كردستان العراق، وتولى منصب البطريرك الكلداني الكاثوليكي لبغداد في عام 2013 قبل أن يتم تعيينه كاردينالاً في عام 2018. يُعرف ساكو بدوره في تعزيز السلام والتسامح بين مختلف الطوائف الدينية، مما يجعله شخصية مؤثرة في منطقة مضطربة.

#### 2. **الغيني روبرت سارا**
يعد الكاردينال الغيني روبرت سارا أحد أبرز المرشحين من القارة الأفريقية. يبلغ من العمر 79 عامًا، ويحظى بتقدير كبير بسبب تمسكه بالقيم المسيحية التقليدية. كان له دور كبير في الدفاع عن تعاليم الكنيسة في غرب أفريقيا، ويجسد روح التعاون بين أوروبا وأفريقيا. إذا تم اختياره، فسيكون ثاني بابا أفريقي في تاريخ الكنيسة الحديث.

#### 3. **الفيليبيني أنطونيو تاجلي**
يُعتبر الكاردينال الفلبيني أنطونيو تاجلي (67 عامًا) المرشح الأوفر حظًا لمواصلة أجندة البابا فرنسيس التقدمية. يتمتع تاجلي بخبرة واسعة في قيادة مجمع تبشير الشعوب، وهو معروف بدعمه للإصلاحات الاجتماعية والإدماج الثقافي. كما أنه يمثل نمو الكاثوليكية في آسيا، خاصة في الفلبين التي تعد واحدة من أكبر الدول الكاثوليكية في العالم.

#### 4. **الإيطالي بييترو بارولين**
يُعد الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين (70 عامًا)، وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، مرشحًا يجسد الاستمرارية والاعتدال. يتمتع بارولين بعلاقات قوية مع البيروقراطية الفاتيكانية، ويُنظر إليه كشخصية يمكنها الحفاظ على استقرار المؤسسة مع مواصلة بعض إصلاحات البابا فرنسيس.

#### 5. **الغاني بيتر توركسون**
يُعد الكاردينال الغاني بيتر توركسون (76 عامًا) مرشحًا بارزًا آخر من القارة الأفريقية. يشتهر بتركيزه على قضايا العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية، مثل الفقر وتغير المناخ. إذا اختير توركسون، فسيكون أول بابا أفريقي منذ القرن الخامس.

#### 6. **المجري بيتر إردو**
يُعتبر الكاردينال المجري بيتر إردو (72 عامًا) مرشحًا محافظًا يحظى باحترام كبير في الدوائر اللاهوتية. يُعرف بدفاعه عن التعاليم التقليدية للكنيسة، مما يجعله خيارًا مفضلًا لأولئك الذين يسعون إلى العودة إلى النهج المحافظ للباباوات السابقين مثل يوحنا بولس الثاني وبندكت السادس عشر.

#### 7. **الجزائري جان مارك أفلين**
يُعد الكاردينال الفرنسي جان مارك أفلين (66 عامًا)، رئيس أساقفة مرسيليا، مرشحًا مثيرًا للاهتمام. يُعرف بقربه الأيديولوجي من البابا فرنسيس، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة والعدالة الاجتماعية. إذا اختير أفلين، فسيصبح أول بابا فرنسي منذ القرن الرابع عشر.

---

### **إجراءات الانتخابات وإغلاق متاحف الفاتيكان**
في إطار الاستعدادات لانتخاب البابا الجديد، أغلقت متاحف الفاتيكان، بما في ذلك كنيسة سيستين، أمام الجمهور بشكل غير محدد حتى انتهاء المجمع المغلق. ولا يوجد حد زمني محدد لانتهاء الانتخابات، حيث قد تستغرق العملية أيامًا أو أسابيع. ومع ذلك، فإن المجمعات الحديثة، مثل تلك التي انتخبت البابا فرنسيس والبابا بندكت السادس عشر، استغرقت أقل من أسبوع.

---

### **ختامًا**
من المتوقع أن تكون عملية اختيار خليفة البابا فرنسيس ذات أهمية كبيرة ليس فقط بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية ولكن أيضًا للمجتمع العالمي. مع تنوع المرشحين وتنوع الخلفيات الثقافية واللاهوتية التي يمثلونها، فإن القرار النهائي سيكون انعكاسًا لمستقبل الكنيسة ودورها في العالم.