هند منصور تكتب: موتى على قيد الحياة

هذه ظاهرة العصر (القلوب السودة)
أصبح سواد القلوب حالة منتشرة فى هذه الأيام ، تلونت قلوب البشر بالسواد الدامس، أصبحت قلوب لا تملك القدرة على حب الآخر، بل كل ما تحمله بداخلها حقد وحسد وغيرة
قلوب لا تعرف طريق للسلام وليس لديها قدرة على التسامح والغفران وقبول الاخر، بل ما يسود عليها الكراهية للآخرين ، واستغلالهم وإستنزافهم بلا تردد ولا لحظة واحدة،
أصبحت الأنانية وحب الذات ظاهرة غريبة على شعبنا، الذي كان اكثر ما يميزه عن باقى الشعوب هى. الطيبة والمودة والرحمة والشعور بالانتماء،
كانت الجدعنه طبع أصيل فينا والترابط القوى فى المواقف الصعبة شعار لنا،
كانت روح التعاون والمشاركة فى الأحداث السعيدة والمؤلمة أساس فى علاقتنا.
كنا نملك بداخلنا قلوب لحمية لديها أساس قوى من الحب ويملأها العطاء وطلب الخير للجميع، كنا شعب يمتاز بالطيبة والبساطة والنقاء،
كان شعاره الكلمة الطيبة صدقة، وزيارة المريض حق ،
والاحساس بالاخر نعمة،
لكن للأسف الشديد تلونت القلوب باللون الاسود فقدت نقائها،.
وأصبحنا فى وقت تسود فيه الأنانية وحب الذات، ونسي الأخ أخيه والصاحب خان صاحبه، تنسينا الفقير وأهملنا المريض!
- فهل قلعت جذور أصولنا وأساس محبتنا وترابطنا؟
- هل مات الحب بداخلنا وإستبدلنا القلوب اللحمية بقلوب حجرية؟
أصبحنا نتحرك مثل الآلات بدون أحاسيس ولا مشاعر!
أصبحنا فى تعداد الموتى ونحن على قيد الحياة!
ننتظر الموت سريعا كوسيلة للنجاه من زمن ردئ تسود عليه القسوة والعجرفة والقلوب المتحجرة والعقول الخاوية،
وقت للمظاهر الخداعة والكلام المعسول والكذب المهذب والحقد الخفى، والغريب إننا نطلب الخير؛ فمن أين يأتى الخير والقلوب مليئة بالشر؟!