الكاتب الصحفي إسماعيل أبو الهيثم يكتب: الغاية الخفية للشبكة العنكبوتية!!

اثناء البحث عن اخبار المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل وجدت بوست هام للغاية هذا نصه : (تهيب القوات المسلحة المصرية بالسادة المواطنين رواد صفحات التواصل الأجتماعي عدم تصوير أو نشر أي محتوى للمركبات أو معدات تخص القوات المسلحة أو الإشارة لوجهة النقل أو مكان التصوير) .
الحقيقة أنه بوست هام للغاية ، تكمن أهميته في أن الاستخبارات المعادية تتصيد محتويات رواد التواصل الاجتماعي وتحلل ما بها وصولاً لأي شيء ( ولو بسيط ) يمكن أن تنفذ منه للحصول علي مبتغاها في تصيد أية الاخبار وتخضعها للتحليل بغية استنطاقها والوصول منها إلي ما يفيدها . وتلك ( في زعمي) هي الغاية الخفية للشبكة العنكبوتية.
فليس خافي علي حضراتكم بأنه لم تعد وكالات الاستخبارات للدول تعتمد على الأساليب التقليدية في تجميع معلومات ، بل و في تجنيد واستقطاب عملاء جدد ،
حيث تحولت الأجهزة الاستخباراتية للدول إلى الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بحثاً عن معلومات ينشرها بعض السذج لدواعي تضخيم الذات وبث الطمأنينة فيقعوا في المحظور .
كما لا يخفى على حضراتكم أيضاً أن شبكة الإنترنت مراقبة بدقة عالية للغاية ، بحيث يستطيع أي متابع اكتشاف أي متهور يقوم بنشر أشياء تضر بلده دون أن يدري ، وهؤ،لاء السذج من السهل الحصول منهم علي معلومات ، وبالتالى ليسوا بمنأي عن تجنيدهم اذا ما دعت الحاجة والضرورة لذلك !؟

فليحذر كل مستخدم لهذه الوسائل ، ألا ينشر عليها أي محتوي من الممكن إستخدامه في الإضرار بالأمن القومي للبلاد .
وفي ذات السياق تجدر الإشارة إلي وجود حسابات
مزيفة للإيقاع بالأشخاص المسهبين في النشر باستدراجهم عن طريق نشر إعلانات توظيف يستدرجون منها الأفراد إلى مقابلات شخصية وهلما جرا !!، الأمر الذي يدعو إلي الحظر في نشر أي صور تعرض الأمن القومي للبلاد للمخاطر ، كما يدعو الحظر من الدخول في مساجلات فيسبوكية مع جهات وحسابات غير معروفة ، لا سيما التي تنشر فرص عمل وتسهب وتضخم المميزات و الرواتب والمتطلّبات ولا يستبعد بحال من الأحوال أن يكون اغلب ذلك شراكا منصوبا لاصطياد عناصر نشطة يتم توظيفهم للاضرار بالبلاد وبأنفسهم ذاتهم !!

ولا يخفى على حضراتكم كذلك ، دور الاستخبارات الإسرائيلية في تجنيد عناصر إيرانية كثيرة تم استخدامها بمهارة في الإضرار بالأمن القومي الإيراني وتصفية عناصر مهمة بدقة وفي وقت واحد !!
وليس أدل علي التدليل علي صحة ما أشير إليه بتحديد موقع إسماعيل هنية وكثير من زملائه الذين اغتالوا علي أرض إيران المزروعة بالخونة والسذج

ثمة نقطة جديرة بالاشارة إليها ، ألا وهي ، فعلي الرغم من قوة التكنولوجيا والعولمة والتقنيات والذكاء اللأصطناعي والرقمنة والخوارزميات ،يبقى العنصر البشري هو الأهم في عالم الاستخبارات . ويبقى العملاء الأشخاص هم الوسيلة الأكثر أهمية في الإضرار بدولهم!!

إن المتابع لحركة الإعلانات الفيسبوكية يجد دون عناء كثير من الإعلانات التي تغري بعض اللاهثين وراء معرفة التقنيات الحديثة في البرمجة من تسليم أنفسهم تسليم ملاكي لمقدم الإعلان بحيث يسلموه بريدهم الإلكتروني والمعلومات الجغرافية والبيانات الحيوية والآراء السياسية والمعتقدات الدينية وملفات تعريف الإرتباط على الموقع”. ثم يقوم المقدم بالتجسس على البيانات الشخصية واستخدمها بمهارة فائقة . بعد أن يفضي إليه بمعلومة لا تغني ولا تذر .

ومن المرجح أن تتزايد عمليات رصد وتوثيق كل من ينشر علي وسائل التواصل الاجتماعي من قبل قوي الشر في الإضرار بالأمن القومي للبلاد ، مستخدمين في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي .

الخلاصة:
كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قد يضرون أنفسهم ودولهم دون قصد ، بالاسهاب في نشر كل صغيرة وكبيرة ، وكل ما هو حقيقي وكل ما هو دون ذلك ، دون أي فائدة تعود عليه أو علي المجتمع ، بل قد تعرضه وتعرض الوطن لمتاعب هما في غني عنها !!

وإن كثير من البرامج والإعلانات ما أنشأت إلا من أجل غاية خفية ، أزعم أن تلك الغاية هي تجميع المعلومات السرية واستخدامها في الإضرار بالشخص أو أسرته أو بلده !!

خلاصة الخلاصة:
إن ما حققه الجانب الصهيوني الغادر الفاجر علي مسرح الأحداث في إيران لم يأت نتيجة تفوق عقلي أو تقني ، ولكن عن طريق إستخدام بيانات و تجنيد عناصر ومساعدة جواسيس .

فليحذر كل مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي ألا يضر الوطن من قبلهم .