دكتور رضا محمد طه يكتب : الحر ومؤشر لبداية نقطة التحول في مناخ الأرض

صرح مصدر من رئاسة الوزراء بأنه ولأول مرة في التاريخ حققت الشبكة الموحدة للكهرباء رقماً قياسياً في ارتفاع الاحمال وزيادة الاستهلاك بسبب موجة الحر الشديدة التى تتعرض لها البلاد حاليا حيث يلجأ الناس لتغشيل التكييف اوقات طويلة، وفي العموم وبسبب التغير المناخي والاحتباس الحراري بسبب أنشطة الإنسان من انبعاثات وقطع الغابات وغيرها، حيث ارتفعت موجات الحر في البحر وعلى الأرض، وبلغت مستويات قياسية، وبلغت أعلاها في 2023 مما أدى إلى اضطراب للنظم البيئية ومصائد الأسماك في مساحة نحو 96% من المحيط، الأمر الذي جعل العلماء يحذرون من أن هذا قد يمثل بداية تحول جذري في المناخ، وينذر بنقطة تحول مناخية ناشئة، تكشفت مؤشراتها في عواصف ثلجية شديدة وموجات حر بحرية MHWs تمثلت في فترات شديدة وممتدة من ارتفاع في درجات حرارة المحيطات وموجات الحر بشكل غير معتاد بوتيرة سريعة شكلت تهديدات خطيرة للنظم البيئية.
بدت تلك التهديدات في ما حدث للكائنات البحرية من نفوق جماعي، وتبييض للشعاب المرجانية بسبب زيادة الحرارة والحموضة في المحيطات مما كان لها تداعيات اقتصادية وخيمة حيث حدث تعطيل لمصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية والعواصف الثلجية التي زادت لأعلى مستوى في 2023 واستمرت أربعة أضعاف المتوسط التاريخي وغطت نحو 96% من سطح المحيط العالمي. أما وعلى الصعيد الإقليمي فحدث الاحترار الاكثر شدة في شمال الأطلسي وشرق المحيط الهادئ الاستوائي وشمال المحيط الهادئ حيث تمثل مجتمعة 90% من شذوذات الاحترار المحيطي.
في هذا السياق كشف الباحثون أن ظاهرة النينو الحرارية الشديدة في شمال الأطلسي والتي بدأت في منتصف 2022 واستمرت لمدة 525 يوماً، بينما في حطمت ظاهرة النينو في المحيط الهادئ الارقام القياسية السابقة والسبب اتساع نطاقها المكاني والزماني، وبلغت شذوذات درجات الحرارة في شرق المحيط الهادئ الاستوائي ذروتها بزيادة 1.63 درجة مئوية خلال بداية تلك الظاهرة الحرارية الشديدة مما جعلها تمثل تحولا جوهرياً في ديناميكيات المحيط والغلاف الجوي، بما يعتبره العلماء تحذيراً مبكرا من الاقتراب لنقطة التحول في مناخ الأرض.