د. مريم بوعلى تكتب: الوعي المروري ضرورة اجتماعية وحتمية.

لقد تصاعدت في الفترات الأخيرة في المجتمعات العربية وخاصة تونس الحوادث المرورية ،وأكثر مسبباتها حوادث النقل والدراجات النارية التي حصدت العديد من الأرواح البشرية مؤخرا ، ويمكن أن يكون ذلك نتاجا لاتباع خاطئ في السلوكيات المرورية من قبل المواطن التونسي والعربي بصفة عامة ، وقد مكنتني خبرتي طيلة ثلاث سنوات في جمعية السلامة المرورية بتونس فرع صفاقس والتي أعتبرها نقطة الضوء في هذا المجال على مستوى وطني وعربي واختصاصي في مجال علم الاجتماع من أن أبحث عن طريق جديدة حول افاق تعديل وتغيير السلوك المروري، من سلوك مجتمعي غير مدروس لسلوك ملتزم يحترم القوانين يمكن في المستقبل الأجيال القادمة من أن تتخذ نمط مجتمعي امن في التعامل مع الطريق ،ومن بين هذه الاجراءات المتخذة تكثيف التوعية والتثقيف المروري والحملات التحسيسية والاعلامية سواء في الصحف أو الراديو أو وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما تقوم به جمعيتنا في العديد من الحملات التوعوية الاعلامية في العطل والمناسبات المناهج التعليمية ، وضرورة تضمين
دروس توعوية لفائدة الاطفال في المدارس وتعليم الطفل أبجديات الطريق وتكوين سفراء سلامة مرورية، وذلك بالاشتراك مع دور الشباب والثقافة وكذلك ضرورة تضمين مادة السلامة المرورية في المناهج الدراسية ، وتكثيف الورشات التدريبية والندوات العلمية للشباب والناشئة والاطفال حول قواعد المرور وكيفية التعامل مع الطريق خاصة في المواقف الصعبة ،تطويرالقوانين وتحديثها لتواكب الواقع الاجتماعي في مجال النقل والمرور والاستفادة من تجارب البلدان المتقدمة في مجال النقل الذكي والعمل على صيانة الطرق والبنية التحتية ، كذلك استخدام التكنولوجيا كالتطبيقات الذكية على الهواتف المحمولة لتذكير السائق بقواعد المرور، نشر الوعي بالمخالفات المرورية وتكثيف الحملات التحسيسية الموجهة للمواطن وتطبيق القوانين ، تعزيز مشاركة المجتمع والمؤسسات التعليمية والتشارك مع الاعلام لنشر الوعي بأهمية السلامة المرورية ، من خلال نشر البرامج والمقالات والتقارير وتظافر الجهود لتحقيق الهدف الأسـمى وهو حماية الأرواح البشرية والتقليص من الحوادث المروعة .

#مريم بوعلي دكتورة في علم اجتماع وعضوه مكلفة بالتكوين في جمعية السلامة المرورية،