جمال المتولى جمعة يكتب : دور العنصر البشرى فى التنمية

ان اعادة بناء المواطن يستلزم تعليما مميزا وتربية دينية واخلاقية سليمة تقوم على مبدأ العدل والمساواة . لا بد ان تتضافر الجهود سواء من الدولة أو من مؤسسات المجتمع المدنى من اجل اعادة بناء المواطن المصرى فكريا وحضاريا وليس ماديا فقط من خلال تغيير المناهج التعليمية من حيث المهارات والقدرات حتى يكون قادرا على تحمل المسؤولية والأمانة والقيام بالمهام المطلوبة لتحقيق اهداف التنمية .
ليس أمامنا أى خيار الا رفع كفاءة مواردنا البشرية بطريقة تعليمية أفضل و لاينبغى التنازل عن إنسان محترف ذو كفاءة عالية لكى يساهم فى رفع العملية الانتاجية وبالتالى الارتقاء بمستوى معيشتة ومن ثم الإرتقاء بالمجتمع , والحمد لله مصر حباها الله بأثمن من استخلفه فى الارض وهو الإنسان الذى اثبتت الدراسات العلمية انه من أذكى أنواع البشر على وجه الارض اذا تم تعليمه وتوجيهه بطريقه صحيحة .
فلابد من توفير المناخ الديمقراطى الذى تجرى فيه العملية التعليمية هو أمر مهم لنهضة الوطن وتطويره وتقدمه . ما من امة تقدمت إلا بالعلم والإهتمام بنشر التعليم ورفع جودة المنتج التعليمى ذلك هو الاساس لتقدم أى دولة . ولابد من استغلال الطاقة البشرية الشبابية وتدريبهاعلى احدث النظم التعليمية الحديثة وبهذا نستطيع تفجيرأكبر ثورة تكنولوجيه فى العالم .
ان دولا مثل ماليزيا التى كانت الى عهد قريب اكثر منا فقرا واقل تقدما من مصر وقد اصبحت فى مصاف الدول المتقدمة وذلك لاهتمامها بالعملية التعليمية وتطويرها .بمايواكب متطلبات العصر الحالى
وفنلندا اصبحت قوة عظمى فى مجال التعليم فخبراء التعليم فى العالم يعكفون على دراسه وفهم الاساليب التربوية التى جعلت طلابها يمثلون قمة الهرم التعليمى فى العالم .
تعتمد نهضة أى امة على المقومات البشرية فالأمة التى تسعى الى الرقى والتقدم لابد ان يكون لديها صفوة من المتعلمين الذين يبذلون جهدا كبيرا من اجل تحقيق نهضتها لأن مبدع واحد يستطيع أن يرفع بأعماله أمة بكاملها من هوة التخلف إلى منصة العلم والتقدم.وهذا يستلزم اهتمام مؤسسات الدولة بالعلم وابحاثه فى كافة المجالات .
قال الزعيم / جمال عبدالناصر ان من السهل بناء المصانع ولكن من الصعب بناء الإنسان الذى يدير هذه المصانع .
إن اعادة بناء المواطن المصرى المهمه الاساسية والرئيسية للدولة وهو أمل رقى وتقدم مصر بعد ثورة الشعب ضد الفساد والاستبداد وانتهاك حقوق الانسان. ينبغى على الدولة ان تدعم الشباب من خلال توفير البرامج والمشاريع التى تساهم فى تنمية مهاراتهم ورفع قدراتهم وصقل مواهبهم واستثمار طاقاتهم المتعددة
لابد أن يقوم النظام التعليمى على مجموعة من الأسس والأهداف اولها بناء الانسان المصرى بطريقة تجعله ناجحا فى كل مناحى حياته الاجتماعية ثانيها ترسيخ الانتماء الوطنى ثالثها ان يكون صاحب مهنة ومتخصص فى مجال معين قادر على ممارستها باتقان.
ان اعادة بناء المواطن المصرى مسئولية جماعية مشتركة بين البيت والمدرسة والاعلام فكل راع مسئول عن رعيته والام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق .
لابد ان تعود المدرسة الى وضعها الصحيح من تعليم القيم الدينية والاخلاقية وان تدرس فيها مبادئ الاديان السماوية التى تدعو الى المحبة والتسامح ونبذ العنف و تنمية شخصية الطالب وتربيته على الاستقلال فى التفكير والولاء للمجتمع وان يعود اليها الحزم والانضباط كما كانت فى السابق .
لابد ان يعود للمدرسة والجامعة نشاطها الاجتماعى والسياسى كالمسرح والادب ومجلات الحائط والرحلات واللقاءات الفكرية التى اطمحلت تماما خلال العقود الماضية .
لابد ان تعود للجامعة رونقها الحقيقى لتعود منارة للعلم والحرية لاحياء الحياة الجامعية النشيطة وان يسمح للطلبة بالممارسة القيادية من خلال الاتحادات الطلابية والاحزاب السياسية الداعمة لحرية الرأى بهدف تفريغ الطاقات الكامنه لديهم من خلال التوجيه الصحيح والبعد عن اعمال العنف والتخريب , والاتجاه نحو الفكر المستنير اللازم لبناء المجتمع ,
لابد ان يكون للاعلام دور تنويرى وتربوى هادف وأن يستضيف خبراء متخصصين يتحدثون عن استغلال الثروات البشرية والطبيعية التى حبانا الله بها بغية رسم خريطة طريق للانسان المصرى مستقبلا فى مناحى الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وقانونيا.

#جمال المتولى جمعة
المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا