وجيه الصقار يكتب : عبلة.. تنتظر عنترة!

شاهدت بالمصادفة جزءا من فيلم (عنتر بن شداد) وحبه العفيف مع عبلة، وتواترت أحداثه فى صراعات القبائل وكيف خطفها (الفارس الأشعث) وعصابته، حتى صرخت بقوة تنادى بطلها : الحقنى يا عنتر..الحقنى ياعنتر .. وانشقت الجبال ليظهر لنا عنترة يقطع الأميال، حتى يواجه الأشعث وعصابته ويطيح برقبته، ويتكرر الموقف لتستغيث به وهو فى الأصفاد فيحطمها فى مشهد فوق الخيال، ويحارب خاطفها ويحررها ليعترف به والدها وعمه لتغنى: نجمك صاعد ياعنترة.. وهى القصة المتكررة منذ نحو 1500 سنة وعلى مر الأزمان العربية، والصراع بين البطل والباطل المغتصب، قصة بلاد العرب التى يخونها قادتها ويبيعونها شعبا وأرضا بأبخس الأثمان، سلطة تنكر إرادة وحق المواطن، هل نتجاوز الزمن، وتنادى الشعوب: إلحقنى ياعنتر ! ولكن أين عنتر هذا الزمان.. أغرقوه بالمال والذهب حتى نسى نفسه واسمه ووطنيته ورسالته فى البلاد، ويظل النداء اليائس: الحقنى ياعنتر ! فإن الفارس الأشعث اغتصب إرادة شعبه وجرائمه تخنق الأشراف والوطنيين ..فليس مسموحا حتى بالتنفس لأن الفجر بعيد لم يأت, ولكن حتما سيأتى، ليشق ظلام الليل الكثيف فى الأفق ويعلن انبلاج النور.. لا تنتهى المرارة والآلام والظلام فننعم بالأوهام، وندمن أحلام اليقظة فى الزمن البائس، فالأشعث المغتصب يتحصن ومازال ..رحم الله الرجال والأبطال العظام العرب.. الفداء بالروح من أجل الشرف والنخوة ..!