الكاتب الصحفي الحسيني عبد الله يكتب : '' نيويورك للجميع”

في انتصار تاريخي غير مسبوق، فاز السياسي الأمريكي من أصول هندية *زوهران ممدني* بمنصب *عمدة نيويورك* في الانتخابات البلدية لعام 2025، ليصبح أول مسلم وأصغر سياسي منذ أكثر من مئة عام يتولى هذا المنصب في أكبر مدن الولايات المتحدة.
زوهران، البالغ من العمر 34 عامًا، بدأ مشواره السياسي كنائب عن حي كوينز في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، حيث بنى شعبيته من خلال دعم القضايا الاجتماعية، والدفاع عن حقوق المستأجرين، والعدالة الاقتصادية. فوزه على السياسي المخضرم *أندرو كومو*، حاكم نيويورك الأسبق، لم يكن مجرد مفاجأة، بل نقطة تحول كبرى في المشهد السياسي المحلي.

أبرز ملامح برنامجه الانتخابي

جاءت حملته الانتخابية بعنوان "نيويورك للجميع"، وركزت على تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، وشملت أبرز النقاط:

- *تجميد الإيجارات* في الوحدات السكنية الخاضعة للتثبيت.
- *رفع الحد الأدنى للأجور* تدريجيًا ليصل إلى 30 دولارًا للساعة.
- *نقل عام مجاني أو شبه مجاني*.
- *إنشاء متاجر تابعة للبلدية* لبيع المواد الغذائية والأساسية بأسعار مخفضة.
- *إصلاح شامل لجهاز الشرطة* بما يضمن العدالة والمساءلة.

تحديات تنتظر العمدة الجديد

رغم الحماس الشعبي، سيواجه ممدني تحديات كبيرة:

- *التمويل*: تنفيذ برامجه يتطلب ميزانيات ضخمة قد تصطدم بالقيود المالية.
*العلاقات مع حكومة الولاية*: يحتاج إلى دعم مجلس شيوخ نيويورك والجهات التشريعية لتنفيذ تشريعاته.
- *رد فعل مجتمع الأعمال*: بعض البرامج المقترحة قد تُقابل بمقاومة من الشركات الكبرى.

دلالات الفوز

- *تمثيل تنوع المجتمع*: فوز أول مسلم بمنصب عمدة نيويورك يعكس انفتاح المجتمع على قيادات جديدة تمثل التنوع الثقافي والديني.
- *صعود التيار التقدمي*: يُعد ممدني من رموز الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، ما يدل على تغير مزاج الناخبين، خصوصًا الشباب.
فوز زوهران ممدني لا يعبّر فقط عن إرادة التغيير، بل يطرح سؤالاً كبيرًا: هل تستطيع مدينة نيويورك، بكل ما تحمله من تاريخ وتعقيد، أن تُصبح نموذجًا لمدينة عادلة ومتقدمة اجتماعيًا؟
الإجابة ستبدأ مع أول يوم له في منصبه، حيث يبدأ اختبار حقيقي بين الشعارات والطموحات، وبين الواقع ومتطلبات الحكم.