طارق محمد حسين يكتب : التوكتوك سرطان منتشر علي الطريق.

اثار قرار محافظ القاهرة بمنع سير مركبة التوكتوك في شوارع القاهرة الرئيسية جدلا ما بين اغلبية تؤيد القرار بل تطالب بمنعه نهائيا واقلية تحاول الدفاع عنه كمشروع نقل للبسطاء وحل للبطالة ، إننا قد اعتدنا علي ترك المشاكل حتي تستفحل ويصعب حلها ،إن سلبيات تلك المركبة ومن يقودها أكبر من كونها حل لمشكلة المواصلات والمرور ويخفف من وطأتها، بل علي العكس ولكنه زاد المشكلة تعقيدا ، تتسابق التكاتك في الشوارع ذهابا وايابا ضاربين بكل القوانين وقواعد السير والمرور عرض الحائط ، جهارا نهارا في تحدي كبير للنظام ، إن القرار الذي فرضه محافظ القاهرة حلا مؤقتا وجاء متأخرا جدا، وعلي كافة المحافظات إن تتخذ قرارات مماثلة، فكان من الأجدر أن توضع ضوابط لاستيراد المركبة وقطع الغيار حتي وصلت الي عدة ملايين تجري علي الطرقات بلا رابط أو حازم ، ان حل مشكلة التوكتوك لا تكمن فقط في ترخيصه واخضاعه للقانون وللوائح المرور ، فالترخيص يعني موارد مالية للدولة ، والأهم سيطرة قانونية وأمنية علي التوكتوك ومن يقوده، ثانيا قفل شلال استيراد المركبة حتي لا يصبح واقعنا توكتوك لكل مواطن ، اما فيما عدا ذلك فسيجري التوكتوك في شوارع وطرق مصر بلا تمييز متجاهلا كل القوانين واللوائح والذوق العام ، هذا الي جانب مساهمته في انتشار الجريمة والعنف، للأسف اصبح وسيلة غيره امنه وخطره جدا وضيعت مستقبل جيل من الحرفيين، فكل من يتسرب من التعليم يتجه للتوكتوك بدلا من المهن الحرفية التي أصبحت تعاني من نقص الأيدي العاملة الماهرة ، إن القضاء على هذا الوباء بعد استفحاله لن يقضي عليه مرة واحدة فقفل حنفية الاستيراد وقطع الغيار ، تحجم من الكارثة علي المدي البعيد ، إضافة الي فرض رسوم وترخيص وتحديد مناطق سير ثابتة ، وتنفيذ ذلك بكل حزم لإعادة الانضباط والنظام والامان للشارع المصري بعد أن تحول الي سيرك كبير يتحكم فيه الصبية والخارجين عن القانون .