رضا محمد طه يكتب : مقدمات ما قبل مرض السكر وطرق الوقاية

مرض السكر من النوع الثاني يزداد شيوعاً ويعد سببا رئيسيا للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم ، وصل عدد مرضى السكر الي 530 شخص في عام 2021 ، حوالي 96% منهم مصابين بمرض السكر من النوع الثاني ، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين حوالي مليار ونصف بحلول عام 2050 ، وغالباً ما ترتبط بعوامل تتعلق بنمط الحياة مثل سوء التغذية وزيادة الوزن والسمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
يحدث المرض عندما يتوقف الجسم عن الاستجابة للأنسولين وهو هرمون يتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم ، وقبل الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني تكون مستويات الجلوكوز في الدم لدي الكثير من الأشخاص أعلي من المعدل الطبيعي ولكنها ليست مرتفعة بما يكفي بحيث يتم تصنيفها على أنها حالة سكر من النوع الثاني ، وتسمي هذه الحالة ب"مقدمات السكري prediabetes " في غضون عامين من التشخيص ومن ثم يمكن منع تطور تلك الحالة أي مقدمات السكري إلي مرض السكر من النوع الثاني.
في دراسة أجراها باحثون من الهند ونشرت نتائجها مؤخراً في مجلة السكري والاضطرابات الايضية، أظهرت النتائج أن اتخاذ خطوات للسيطرة على مرحلة ما قبل السكري خلال عامين من التشخيص يزيد من فرص منع تطورها إلي مرض السكر من النوع الثاني. وكشف فريق البحث أن علامات ما قبل مرض السكر والتي قد لا تظهر في كل المصابين، لكن الأعراض الاكثر شيوعاً تتمثل في فقدان أو زيادة الوزن غير المبرر وارتفاع مؤشر كتلة الجسم والضعف والارهاق والتعرق وضبابية الرؤية وبطء في التئام الجروح والتهابات جلدية متكررة ونزيف في اللثة.
قد يكون من الأنسب القيام بالفحص المبكر كما ينصح الباحثون في سن 25 عاماً، وبالنسبة لمعظم المرضى يتم الكشف عن الحالة من خلال فحص سكر الدم أي الهيموجلوبين A1c أو اختبار HbA1c والذي يكشف عن متوسط مستويات سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة، تلك النتائج تؤخذ كنسبة مئوية أي أن نتيجة سكر الدم الطبيعي تكون أقل من 5.7% ومقدمات مرض السكر ما بين 5.7-6.4% ومرض السكر من النوع الثاني تكون أعلى من 6.4%، لذا فإن ضبط مستويات السكر في الدم لدي مرضى ما قبل الإصابة بالسكر يعد أمراً بالغ الأهمية ومن ثم فإن تغيير نمط الحياة التي تسهم في عكس مسار مقدمات السكري تعتبر أساسية لمنع تطوره إلي حالة أكثر خطورة.
يتطلب منع تطور مرض السكر من النوع الثاني القيام بتعديلات سريعة في نمط الحياة، منها ضرورة انقاص الوزن بنسبة 5-10% أي الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة ما لا يقل عن ساعتين ونصف أسبوعياً من النشاط البدني والتركيز على نظام غذائي صحي مثل نظام البحر الأبيض المتوسط الغني بالألياف والحبوب الكاملة والخضروات والبروتينات قليلة الدهون والحد من تناول السكريات والأطعمة المصنعة والدهون المشبعة، إضافة إلى معالجة عوامل نمط الحياة مثل جودة النوم وإدارة التوتر والاقلاع عن التدخين تلك التدخلات الإيجابية في نمط الحياة سوف تعكس مسار مرض السكر لدى البالغين.